حللت زنّارها فأظهر لي # شهب بزاة تطير من أكمه [3]
(5) و مما جاء في الغناء و المغنّين و الملاهي و آلاتها
الرّخصة في الغناء
قيل لأبي حنيفة و سفيان رحمهما اللّه: ما تقولان في الغناء؟فقالا: ليس من الكبائر و لا من أسوأ الصغائر، و قيل للعتابي، فقال: حلال من الفائق حرام من غير الحاذق.
و سئل بعضهم: فقال: هو من ارتياح الكرم و امتياح النعم، من قال: هو مباح و إلا قال ليس فيه جناح، قد يعفو اللّه عما فوقه و يأخذ بما دونه. و قال ابن الراوندي اختلفوا في جواز الغناء، و أنا أخالف الفريقين، فأقول: هو واجب.
مرّ عمر رضي اللّه عنه بدار قوم فسمع ضجة، فقال: ما هو؟فقيل: عرس، فقال:
و ما يمنعهم أن يخرجوا غرابيلهم فإنها من أمارة العرس.
و حضر الشعبي وليمة، فقال: كأنكم في نائحة أين الدف؟و قال عبد الملك لعبد اللّه بن جعفر: من أين استجزتم معشر أهل المدينة الغناء الذي استقبحناه؟فقال له ابن جعفر: أنت تأتي ما هو أقبح من هذا و أنت في غفلة عنه، يأتيك أعرابي جلف مهلب العجان منتن الإبطين فيقذف عندك المحصنات و يشبّب بربّات الحجال، و يقول فيهن الزور، ثم يشبهك مرة بحجر و مرة بشجر و مرة بالأسد و السيل و البحر فتصغي إليه و تخلع عليه.
قال بعض الفقهاء بحضرة الرشيد لابن جامع الغناء: يفطر الصائم، فقال: ما تقول في بيت عمر بن أبي ربيعة إذا أنشد، أ من آل نعم أنت غاد فمبكر، أ يفطر الصائم؟قال: لا قال إنما هو أن أمد به صوتي و أحرك به رأسي.