responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 790

و قد أحسن، فإن الخمر التي في الجنة لم تطبخ بنار، ثم قوله ضنّت بها الشمس عن النار مع صحة معناه ظريف اللفظ. قال عمرو بن الأهتم:

من كميت أجادها طابخاها # لم تمت كلّ موتها في القدور

وصفها بأنّها تحمّر الوجنة

قال الأعشى:

و سبية ممّا تعتّق بابل # كدم الذبيح سلبتها جريالها [1]

يروى أن الأعشى سئل عن معناه، فقال: شربتها حمراء و بلتها بيضاء. روي أن أبا نواس قال: إنما عنى به ما قلت:

كاس إذا انحدرت عن حلق شاربها # رأيت حمرتها في العين و الخدّ

و قال الناجم:

تنازعنا الخد جريالها # و تهديه للعين يوم الخمار

و قال الناشئ:

نفضت على الأجسام ناصع لونها # و سرت بلذّتها إلى الأرواح‌

وصفها عند المزاج‌

قال أبو نواس:

من قهوة جاءتك قبل مزاجها # عطلا فألبسها المزاج وشاحا [2]

و قال الزاهي:

كأنما الماء حين خالطها # أهدى إليها غلائل الشّفق‌ [3]

و قال أبو نواس:

كأن صغرى و كبرى من فواقعها # حصباء درّ على أرض من الذّهب‌

و قال ابن المعتز:

راح كأن حبابها # درّ يجول مجوّفا

و قال آخر:

تنزو إذا مسّها قرع المزاج كما # تنزو الجنادب أوقات الظهيرات‌ [4]

و قال ابن طباطبا:

إذا ما الماء مازجها تراءت # كما زوّجت بالتّبر اللجينا [5]


[1] الجريال: لون الخمر.

[2] عطلا: خالية، «عارية» .

[3] الغلائل: الدروع و ما يوضع حول العنق و هنا كناية عن قلادة لون الشفق.

[4] تنزو: تثب، و تفور-قرع المزاج: حينما تمزج بالماء.

[5] التبر: الذهب، و اللجين الفضة.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 790
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست