و قال الزبرقان: أكيس صبياننا العريض الورك السبط [4] الغرّة، الطويل الغرلة [5] ، الأبله العقول.
و قال بزرجمهر لكسرى، و عنده أولاده: أي أولادك أحب إليك؟قال أرغبهم في الأدب، و أجزعهم من العار و أنظرهم إلى الطبقة التي فوقه.
و روى ابن عباس (رضي اللّه عنهما) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: عرامة الصبيّ في صغره زيادة في عقله إذا كبر.
و قال معاوية: طيّروا الدم في وجوه الصبيان، فإن بدا في وجوههم الحياء و إلا فلا تطمعوا فيهم.
صبيّ استدلّ بعقله على كبر همّته
قيل: أول ما عرف من سودد خالد القسري أنّه مرّ في بعض طرق دمشق راكبا، و له عشر سنين فوطئ فرسه صبيا فوقف عليه فرآه لا يتحرك فانتهى إلى أول مجلس مرّ به، فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحب الجناية و لم أعلم.
و مرّ عمر رضي اللّه عنه بصبيان يلعبون و فيهم عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنه، فعدا الصبيان و وقف عبد اللّه فقال له عمر: ما لك لا تذهب مع الصبيان؟فقال: يا أمير المؤمنين لم أجن إليك فأخافك، و لم يكن في الطريق ضيق فأوسعه لك. فقال عمر: أي شيطان يكون هذا؟ و كان عبد الملك صغيرا فأربى عليه صبيّ فضربه، فقيل له: لو شكوته إلى عمّك لانتقم منه. فقال: أنا لا أعدّ انتقام غيري انتقاما. و قال السري الرفاء يصف غلاما بعلو الهمة:
لا تعجبنّ من علوّ همّته # و سنّه في أوان منشاها
إنّ النّجوم التي تضيء لنا # أصغرها في العيون أعلاها
من تكلّم عند الخلفاء و هو صغير فارتفع بذلك شأنه
أوفد أبو موسى الأشعري زيادا على عمر رضي اللّه عنه، و كان يكتب له، و هو حين
[1] النجابة: مصدر نجب نجابة (الولد) : كرم حسبه و كان محمودا في قوله و فعله.