نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 78
حماقة المعلّمين
قال يعقوب الدورقي: إن اللّه أعان على عرامة الصبيان، بحماقة المعلمين. و قال سهل بن هارون [1] لم أر قاضيا و لا عدلا معلم كتاب، لا في تافه حقير و لا في ثمين خطير.
و قال الشاعر:
و كيف يرجّى العقل و الرأي عند من # يروح على أنثى و يغدو على طفل
و قال آخر:
أنت ألحى معلّم و طويل # حسبنا ربّنا و نعم الوكيل
و قال الجاحظ:
المعلمون على ضربين: منهم من ارتفعوا عن أولاد العامّة إلى تعليم أولاد الملوك و المرشّحين للخلافة كالكسائي و قطرب و حماد و عبد الصمد، فهؤلاء لا تجوز عليهم الحماقة، و إن لكلّ قوم حاشية و جهالا و سفهاء.
ما وصف من ذكاء الصبيان و كيسهم في الكتاب
قال مؤدب يزيد بن عبد الملك: لم لحنت؟فقال: الجواد يعثر. فقال المؤدب: أي و اللّه و يضرب حتى يستقيم. فقال يزيد: و ربما يرمح [2] سائسه فيكسر أنفه.
و يروى عن ابن السكيت قال: أحضرت لاتخذ على المعتز باللّه، فقلت له: بأي شيء نبدأ اليوم. فقال: بالخروج. فقلت: نعم. فعدا من بين يدي و عثر على المرمر، فقال:
يموت الفتى من عثرة بلسانه، و ليس يموت المرء من عثرة الرجل. فقلت للمتوكل: جئتم بي لتأديبه و هو آدب منّي. فأمر لي بعشرة آلاف درهم.
قال أبو محمد يحيى-و كان مؤدب المأمون في صغره-صلّيت يوما قاعدا فأخطأ المأمون فقمت لأضربه، فقال: أيها الشيخ أ تطيع اللّه قاعدا و تعصيه قائما فكتب بهذا إلى الرشيد فأمر لي بخمسة آلاف درهم.
و حكي أنه بدر من أبي عمر الصباغ إلى الصاحب جفاء و كان مؤدبه، فقام من عنده و كتب إليه:
أودعتني العلم فلا تجهل # كم مقول يجني على مقتل
و أنت إن علمتني سوقة # و السيف لا يبقي على الصّيقل
فاتصل ذلك بأبي الحسين بن سعد فتعجب منه و كتبه و قال: ابن ثمانين يكتب شعر ابن عشر ثم تلا: وَ آتَيْنََاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا[3] .
[1] سهل بن هارون: أحد كتّاب العصر العبّاسي و هو فارسي الأصل.