نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 80
بلغ. فلمّا جاء وجده من الكيس بمحل. فقال له عمر: اعتزل عملك. فقال زياد: أ عن خيانة؟قال: لا، و لكني أكره أن أحمّل الناس فضل عقلك و منطقك. قال: إذا لا أبالي.
دخل محمد بن عبد الملك ابن صالح على المأمون حين قبض على ضياعهم و هو صبي أمرد [1] ، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال: من أنت؟قال: سليل نعمتك و ابن دولتك و غصن من أغصان دوحتك، أ تأذن لي بالكلام؟قال: نعم. فتكلم بكلام حسن فقضى حاجته.
نظر المأمون إلى الحسن بن رجاء و هو صبي في ديوانه، فقال: من أنت؟قال:
الناشئ في دولتك المتقلّب في نعمتك و تخريج أدبك الحسن بن رجاء. فقال المأمون:
بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول و أمر برفعه عن محلّه.
و في بعض كتب الفرس أن كسرى أراد كاتبا لأمر أعجله فلم يوجد غير غلام صغير يصحب الكتاب فدعاه، فقال: ما اسمك؟قال: مهر ماه. قال: اكتب ما أملى عليك فكتب قائما أحسن من غيره قاعدا. ثم قال له: اكتب في هذا الكتاب من تلقاء نفسك ففعل و ضمّ إلى الكتاب رقعة فيها: إن الحرمة التي أوصلتني إلى سيدنا لو وكلت فيها إلى نفسي لقصرت أن أبلغ إليها فإن رأى أن لا يحطّني إلى ما هو دونها فعل. فقال كسرى: أحب مهر ماه أن لا يدع في نفسه لهفة يتلهف عليها بعد إمكان الفرصة. و قد أمرنا له بما سأل.
و ذكر أن عمرو بن عتبة أعتق غلاما له فقام إليه و صيف له فقال: اذكرني ذكرك اللّه فاستصغره فقال ويلك أنك لم تخرف بعد. فقال: إن النخلة قد تجتنى زهوا قبل أن تصير معوا. قال: قاتلك اللّه قد استعتقت قد وهبتك لواهبك لي.
وصف بلادة الصبيان في التعلّم
كان معلّم يضرب صبيّا، فقيل له: لم تضربه؟فقال أنه يترك الصواب الهيّن و يأتي الخطأ الصعب، فإذا هو يقرأ: يََا أَيَّتُهَا اَلنَّفْسُ اَلْمُطْمَئِنَّةُ[2] و يقرأ: فيؤخذ بالنواهض [3]
و الأقدام.
و حكي أن مؤدبا ادّعى أنه علّم صبيا النحو و الفرائض، فامتحنه أبوه فقال له: كيف تقول ضرب زيد عمرا؟قال: كما تقول فقال له: فما إعرابهما؟قال زيد رفع بفعله و ما بقي فللعصبة.
و أمر آخر معلما أن يعلمه الفرائض فامتحنه يوما، فقال له: ما تقول في رجل مات و خلف ابنتين و ابنا، فقال: أما الابن فيسقط، فقال: نعم إذا كان مثلك.
[1] الصبي الأمرد: الشاب الذي طرّ شاربه و لم تنبت لحيته.