نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 782
و قال الخباز البلدي يعاتب من كثر سقيه:
يسارقني في كل دورين حبّة # ألا إن قيراط النبيذ كثير
من ترك الشّرب بخلا و رياء
قال شاعر:
ما حرم الخمر و لكنّه # يتركها بقيا على حاله
يشربها في بيت إخوانه # و يظهر التوبة من ماله
و قال آخر:
و ما أن حرموا المطبوخ نسكا # و لكن دققوا فيه المعيشة [1]
و فاحت رائحة الشراب عند وال فأمسك قوم بأنوفهم، فقال الوالي: ما أطيب ريحها و إني لأشتهيها لو لا تحريمها، فنظر فإذا الذي أمسك على أنفه كل متهم. و حدثني أبو بكر الكرجي، قال: كان بالكرج قاض ظريف فدخل عليه نصراني يوما يعبق منه طيب و رائحة خمر، و كان عنده جماعة من العدول فضم أحدهم على أنفه، و كان متهما بالشراب، فلما خرج النصراني، قال: أخزى اللّه هذا الخبيث دخل و كأنه جيفة، فقال القاضي: ردوه فردوه، فقال لعدلين عنده تشمما هل تجدان رائحة كريهة، فقالا: لا، إنا لنجد منه رائحة كرائحة الجنة طيبا، فقال: اشهد أني قد جرحت هذا البارد فما يعدو حاله كذبا أو حمقا و جهلا، و كلتا الحالتين تنافيان العدالة. و ما أصدق القائل:
قد يشتم الخمر قوم يكلفون بها # و قد يسبّ بنيه الوالد الحدب [2]
و قال بعضهم:
تركوا النّبيذ و شمّروا أثوابهم # و مشوا رويدا لاختلاس الدّرهم
من ترك الشّرب خوفا من السّلطان
قال أبو نواس لمّا نهاه الأمين عن الشرب:
أعاذل بعت الجهل حيث يباع # و أبرزت رأسا ما عليه قناع
نهاني أمير المؤمنين عن الصّبا # و أمر أمير المؤمنين مطاع
و لهو لتأنيب الأمين تركته # و فيه للاهي منظر و سماع
من حدّ في شربها
سمع أبو خرابة رجلا يقول و هو مجلود: من رآني فلا يشرب النبيذ، فقال: في استك