نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 783
و است من حملك على هذه المشورة و است من قبلها منك، ثم قال:
ستعصى و تقصى ثم تمنّى بشربها # و إدمانها إن كنت حرا مهذّبا
و مرّ النخاسي بأبي السماك في شهر رمضان، فقال: هل لك في رءوس و شراب كالورس يطيب النفس و يهضم الطعام و يسهل للفدم الكلام؟فنزل و تغدّيا فأخبر أمير المؤمنين بذلك، فأفلت أبو السماك، و أخذ النخاسي فأتي به فضربه ثمانين و زاده عشرين، فقال: يا أمير المؤمنين و ما هذه العلاوة؟فقال: لجراءتك على ربّك في شهر رمضان.
من تخلّص من الحدّ في شرب الخمر
دخل عمر رضي اللّه عنه على قوم يشربون، فقال: أ لم أنهكم عن الشرب فشربتم، فقال أحدهم: أ لم ينهك اللّه عن التجسس فلم تجسست؟فقال: صدقت، فتجافى عنهم.
و قال العبدلي للواثق: ما قمرتني [1] إلا لكوني سكران، فقال: قد وجب عليك الحد لأنك أقررت، فقال: هذا افتخار لا إقرار اعتراف.
التّعريض بمن تفرّس به بأنّه شارب
دخل أمية بن عبد اللّه على عبد الملك و بوجهه أثر، فقال: ما هذا؟قال: قمت في بعض الليل فأصابني الحائط. فتمثل عبد الملك بقول الشاعر:
فقال أمية: لا آخذك اللّه يا أمير المؤمنين بسوء ظنك و لا يؤاخذك بسوء مصرعك.
و كان البراء بن قبيصة صاحب شراب، فدخل على الوليد بن عبد الملك و بوجهه أثر، فقال: ما هذا؟قال: ركبت فرسا أشقر فكبابي، فقال: لو ركبت الأشهب لم يعثر بك، فعرّض بأنه شرب الخمر و لو شرب اللبن لما سقط.
و أنشد ابن الرقاع عبد الملك قصيدة، و ذكر فيها الخمر فأجاد وصفها، فقال عبد الملك: لقد ارتبت بك في إجادة وصفك الشراب، فقال: و أنا ارتبت بك يا أمير المؤمنين لمعرفتك بجودته.
وصف خصائص جميع الأشربة
قيل لبعض الحكماء صف لنا خصائص الأشربة، فقال: أما الماء فيعظم خطره عند الحاجة إليه بحسب تعذّره عند العدم، و أما اللبن فشبع الغرثان و ريّ الظمآن و زاد العجلان، و أما الماذي فكالمروزي [3] في الدثار و النرسي [4] في الشعار، و أما الزبيبي
[1] قمرتني: غلبتني في القمار، و قمره ماله: سلبه إيّاه..