سمع طفيلي خشخشة الإبريق فأمسك عن الطعام، فقيل له في ذلك، فقال: حتى يسكن هذا الإرجاف. و قيل لآخر: ما بال وجهك أصفر؟فقال: للفترة بين القصعتين أخاف أن يكون الطعام انقطع. و قيل لآخر: ما تحفظ من القرآن، قال قوله تعالى: آتِنََا غَدََاءَنََا لَقَدْ لَقِينََا مِنْ سَفَرِنََا هََذََا نَصَباً[2] و قيل لآخر: اشتر لنا لحما، فقال: لا أحسن الشراء، فقيل له أوقد النار، قال: أنا كسلان، فقيل له أطبخ قال: لا أحسن الطبخ. فلما غرف الطعام، قيل: له تقدم فكل، فقال: أكره أن أكثر مخالفتكم. و حضر طفيلي باب دعوة فمنعه البواب، فقام ينظر من صير الباب إلى الأطعمة، و أنشد:
و مالك منها غير أنّك نائك # بعينيك عينيها و هل ذاك نافع
و أكل أعرابي عند قوم، فلما أراد الخروج قيل له: هل تعود إلينا؟فقال: ليس مثل السوء لي، و لكن الكلب لا يدع خائطا شبع منه. و قال طفيلي لقوم يحضرون دعوة:
اجعلوني لحقا بين سطرين.
أكل فضالة المائدة
روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم: من أكل من فضالة ما يسقط من المائدة لم يزل في سعة من الرزق ما كان، و وقي هو و ولده و ولد ولده الحمق. و قيل: مهور الحور العين أكل فتات المائدة.
الخلال
قال جعفر بن سليمان: لا بد من الخلال [3] و هو مخربة للأسنان. و دخل رستاقي على قوم يأكلون فأطعموه فلما فرغوا أعطوه، فأخذ يتأملهم ظنا منه أنهم يريدون قلع
[1] المطفل: الذي يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها.