responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 725

وَ اِشْرَبُوا وَ لاََ تُسْرِفُوا [1] . و قال: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللََّهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبََادِهِ وَ اَلطَّيِّبََاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ [2]

و قال تعالى: كُلُوا مِنْ طَيِّبََاتِ مََا رَزَقْنََاكُمْ وَ اُشْكُرُوا لِلََّهِ [3] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: اعمل صالحا و كل طيبا و البس لينا. و قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: كل ما شئت و ألبس ما شئت ما أخطاك إسراف و مخيلة. و رغّب اللّه تعالى آدم في الخلود في الجنة، فقال: إِنَّ لَكَ أَلاََّ تَجُوعَ فِيهََا وَ لاََ تَعْرى‌ََ `وَ أَنَّكَ لاََ تَظْمَؤُا فِيهََا وَ لاََ تَضْحى‌ََ [4] . فبدا باشتراط الشبع.

و مرّ عمر رضي اللّه عنه بشاب فاستسقاه ماء فخاض له عسلا فلم يشرب، و قال: إني سمعت اللّه تعالى يقول أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا، فقال الفتى: إنها و اللّه ليست لك أقرأ ما قبلها و يوم يعرض الذين كفروا على النار، فشربها عمر رضي اللّه عنه، و قال: كل الناس أفقه من عمر. و اجتمع فرقد السنجي و الحسن على مائدة، فأتي بجام خبيص فأبى فرقد أن يأكل، و قال: أخاف أن لا أؤدي شكر اللّه تعالى عليه، فقال الحسن: كل فلنعمة اللّه عليك في الماء البارد أعظم منها في الخبيص. قال الشيخ أبو القاسم رحمه اللّه: فانظر إلى فقه الحسن و فهمه و إلى ضعف رأي فرقد مع إسلامه، و اعتبر بهما قول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة، و لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد.

غسل اليدين قبل الطّعام‌

دعي سلمان رضي اللّه عنه إلى طعام فلما دخل توضأ للصلاة فصلّى، ثم قدم الطعام فاستدعى الماء و غسل يده، فقيل: أ لم تغسلها آنفا، فقال: نعم، و لكني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول من غسل يده قبل الطعام و بعده أكل في سعة من رزقه. و قال الحسن رضي اللّه عنه: غسل اليد قبل الطعام ينفي الفقر و بعده ينفي اللّمم‌ [5] . و امتنع رجل من غسل اليد للطعام عند موسى الرضا، فقال: أغسلها فالغسلة الأولى لنا و الثانية لك، فإن شئت فاتركها. و غسل رجل يده عند المأمون و مدّ يده إلى رأسه فأمر بإعادة غسلها، ثم مدّها إلى لحيته فأمره بإعادته. و قال: لا يلي غسل اليد للطعام إلا الطعام.

و قدّم إلى مالك بن أنس رضي اللّه عنه حيث يراه المهدي الماء ليغسل يده للطعام، فقال:

هذا بدعة، فقال المهدي: يا أبا عبد اللّه البدعة تعتبر في الشرّ، فأما أبواب الخيرات فإحداثها سنة. و غسل رجل يده مرارا فلم تذهب عنها الدسومة. فقال: كاد هذا الدسم أن يكون لنا نسبا و صهرا. و امتنع أعرابي من غسل اليد بعد الطعام فسئل عنه، فقال: فقد رائحته كفقده.

و كان أعرابي عند سعيد بن مسلم فقعد للطعام فقتل قملة، فقيل له: أغسل يدك، فقال:

لا ضير ما بقي على يدي الأخرى شأوها. و كان أعرابي يفلّي ثوبه و يأكل و يحبق‌ [6] فقيل له: أ ما تستحي ويحك، فقال: و ما أنكرت، أدخل حديثا و أخرج عتيقا و أقتل عدوا. و كان عبد اللّه بن


[1] القرآن الكريم: الأنعام/141.

[2] القرآن الكريم: البقرة/57، 172.

[3] القرآن الكريم: الأعراف/159.

[4] القرآن الكريم: طه/119.

[5] اللّمم: صغار الذنوب.

[6] يحبق: يضرط.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 725
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست