نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 726
سلمان يبطئ في غسل اليدين و يقول: يجب أن تكون مدته مدة زمان الأكل.
ذكر اللّه على الطّعام قيل: إذا جمع الطعام أربعا فقد كمل، إذا كان حلالا و كثرت عليه الأيدي و سمّي اللّه في أوله و حمد في آخره. و قال طاوس: من سمّى اللّه على طعامه لم يسأله عن نعيمه.
و قيل: ذكر اللّه على الطعام شفاء يبرئ من الداء، و ذكر الناس داء لا يقبل الشفاء.
و قيل: إذا أكلتم فسمّوا و أدنوا، أي أذكروا اللّه و كلوا مما بين أيديكم.
و كان ابن عباس إذا وضع الطعام يقول: بسم اللّه عنّي و عن كل آكل معي. و كان سعيد بن جبير إذا فرغ من الطعام يقول: اللهم قد أشبعت و أرويت و طيبت فهنئنا برحمتك.
و قال بعض القصاد: يا معشر الناس إن الشيطان إذا سمّي الإنسان على الطعام و الشراب لم يأكل معه، فكلوا خبز الذرة و المالح و لا تسمّوا ليأكل معكم، ثم اشربوا الماء و سمّوا اللّه حتى تقتلوه عطشا.
حمد الأكل من جانب الصّحفة و عذر ذلك قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إن البركة تنزل في وسط الصحفة فكلوا من جوانبها و لا تأكلوا من وسطها. و قال أنس بن مالك: كل بيمينك و تناول مما يليك. و أكل أعرابي مع بعض السلاطين، فقال: كل ممّا يليك، فقال: رأيت جانبك أمرع و من أجدب انتجع. و أكل أعرابيان على مائدة، فمدّ أحدهما يده، فقال له الآخر: كفّ يدك، فإن لك في ما بين يديك مقنعا، فقال: إني من قوم إذا أجدبوا انتجعوا، فقال له: ويلك و هل على مائدة أمير المؤمنين جدب، ثم مد الآخر يده، فقال له صاحبه: كفّ يدك، فقال: إني من قوم إذا أخصبوا تخيّروا فاستحسن عبد الملك كلامه، و أمر له بصلة.
و أكل أعرابي من بني عذرة مع معاوية، فمدّ يده إلى ثريدة بين يدي معاوية، فقال معاوية: أخرقتها لتغرق أهلها، فقال الأعرابي: و لكن سقناه إلى بلد ميت، فضحك معاوية و أمر له بجائزة. و كان أبو علي بن حمدون في مجلس و عند القوم نقل [1] فمد يده إلى ما بين يدي صديق له، فقيل له: ما تفعل؟فأنشد:
و أحيانا على بكر أخينا # إذا ما لم نجد إلا أخانا
و كان الهائم الشاعر على مائدة عليها جدى فجعل يجرّ الجدي الذي كان يليه و لم ينجر، و كان الجانب الذي عليه اللحم يلي قوما آخرين، فقال: