نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 723
قال أبو نواس:
و لا تأخذ عن الأعراب طعما # و لا عيشا فعيشهم جديب
و كان رؤبة يأكل الفأر، فقيل له أ لا تستقذره، فقال: هو و اللّه ما يأكل إلا فاخرات متاعنا. و بنو تميم يعيّرون بأكل الضبّ.
قال أبو نواس:
إذا ما تميميّ أتاك مفاخرا # فقل عدّ عن ذا كيف أكلك للضّب
أكل قاذورات على غلط
قال الأصمعي: دنوت من بعض الأخبية في البادية فسقيت لبنا في إناء، فلما شربته، قلت: هل كان هذا الإناء نظيفا؟فقيل: نعم، إنا نأكل منه بالنهار و نبول فيه بالليل، فإذا أصبحنا سقينا الكلب فيه فلحسه و نقاه. فقلت: لعن اللّه هذه النظافة و لعنكم من قوم متقذّرين. قال: و نزلت على امرأة فنظرت إلى قطع من القديد منظومة في خيط فأمعنت في أكله، فأقبلت المرأة، فقالت: يا هذا ليس ما أكلت مما يؤكل، فقلت ما هو، قالت: إني امرأة خاتنة أختن جواري الحيّ، فكلما خفضت واحدة نظمت خافضتها في هذا الخيط لأعرف عددهن، فتقيّأت استبشاعا.
و قعد رجل في سفينة و ركب معه يهودي قد احتضن سلّة قديد فاستولى عليها الرجل، و أخذ يأكلها حتّى لم يبق إلا عظيمات. فلما أراد الخروج إلى البرّ، رأى اليهودي السلّة فارغة فسأل عنها، فقيل: إن هذا الرجل أكل ما فيها فولول، و قال أكلت أبي؛ فسئل عن ذلك، فقال:
كان أبي أوصى أن يدفن ببيت المقدس فلما مات قددناه ليسهل حمله، فأكله هذا.
الموصوف بالطّيب
يقال: ألذ من زبد بندسيان [1] و أحلى من الشهد و أزكى من الورد و أشهى من إنجاز الوعد. أحلى من المنّ و السلوى، ألذ من نظر المعشوق في وجه عاشق بابتسام. قال آخر:
و ألذ من أنغام خلة عاشق # زارته بعد تمنّع و شماس [2]
أعذب من الماء الزلال. أطيب من قبلة الحبيب على غفلة الرقيب. طعام تضنّ به العين عن الفم.
و قال رقبة بن مصقلة في صفة دعوة: جاءونا بخوان كالقاع في بياض الفضة عليه رقاق كقباطي مصر، و رغف كدارة القمر و بقول كوشي السندس، و خلّ كذوب العقيق، ثم جاءوا بفالوذج كأن الزئبق الجاري ينبع من خلله للجريان على وجهه، ترى نقش الدرهم من تحته ظاهرا يذوب قبل التطعم و يبتلع قبل التينع.