نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 722
يحكي و ديكة تبر بل لهيب لظى # شبّت ضحى و شعاع الشمس منتشر [1]
و قال ابن طباطبا:
سفر جلة حذفوا راءها # تجم الفؤاد لقول النّبي
و قد ذكر ما يضارع ذلك مع ذكر الأشجار و النبات في حده.
جهل العرب بطيبات الأطعمة
كانت العرب لا تعرف طيّبات الأطعمة، إنما كان طعامهم اللحم يطبخ بماء و ملح، حتى أدرك معاوية رضي اللّه عنه الإمارة، فاتخذ ألوان الأطعمة. قال أبو بردة: كانوا يقولون من أكل الخبز الحواري سمن، فلما فتحنا خيبر أجهضناهم عن خبزهم فقعدت عليه آكل و أنظر في أعطافي هل سمنت.
و قال خالد بن عمير العطوي: شهدت فتح الأيلة فوجدنا سفينة مملوءة جوز، فقال رجل: ما هذه الحجارة؟ثم كسروا واحدة، فقالوا: طعام طيّب.
و قال بعضهم: أصابوا أجربة من الكافور فقالوا هاء الملح فذاقوه، و قالوا: لا ملوحة لهذا الملح، ففطن ناس من أهل الخبرة فجعلوا يعطونهم جرابا من الملح و يأخذون جرابا من الكافور.
و قدّم إلى أعرابي خبز عليه لحم فأكل اللحم و ترك الخبز، و قال: خذوا الطبق. و قدّم فالوذج إلى أعرابي فقيل له ما هذا؟قال: الرمان المعلق.
قاذورات أطعمة العرب
كانت بنو أسد يأكلون الكلاب، و لذلك قال الفرزدق:
إذا أسدي جاع يوما ببلدة # و كان سمينا كلبه فهو آكله
و يأكلون الهبيد، و هو الحنظل المالح، و قال بعضهم: نزلت برجل فأضافني فأتى بحيّة فشواها فأطعمنيها، ثم أتى بماء منتن فسقانيه، فلما أردت الارتحال قال: أ لا أقمت، طعام طيّب و ماء نمير.
و كانوا يأكلون في الجدب العلهز و هو الحلم الكبار يدق مع الوبر.
و كان أحدهم يتناول الشعر المحلوق فيجعله في حفنة من الدقيق ثم يأكله مع ما فيه من القمل. و لذلك قال شاعرهم:
بني أسد جاءت بكم قمليّة # بها باطن من داء سوء و ظاهر
و من طعامهم الفظّ و هو ماء الكرش. و قيل لأعرابي ما تأكلون؟فقال: نأكل ما دب و درج إلا أم حبين، فقال: لتهن أم حبين العافية.
[1] الوديكة: الدقيق خلط بودك، و الودك الدسم من اللحم و الشحم، و الوديكة أيضا الدجاجة، و الوديكة السمينة.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 722