responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 700

و قال شاعر:

و أخ إن جاءني في حاجة # كان بالإنجاح منّي واثقا

و إذا ما جئته في مثله # كان بالردّ بصيرا حاذقا

يعمل الفكرة في ردّي بها # قبل أن أفرغ منها ناطقا

و ممّن تلطّف لردّ سائل‌

.

كان لسعيد بن خالد قصر بإزاء قصر عبد الملك، فقال له عبد الملك: إن لي إليك حاجة فقال مقضية، قال: اجعل لي قصرك. قال: هو لك، فقال عبد الملك: فلك خمس حاجات مقضية، فقال سعيد: أولها أن ترد عليّ قصري، قال: فعلت فما بعد ذلك، قال:

أنت في حل من الأربع.

و قال رجل لآخر: إن لي إليك حاجة، قال: بشرط، أن تقضي قبلها لي حاجة، فقال لك ذلك، قال: حاجتي أن لا تسألني حاجة، قال: قد فعلت.

من ردّ سائله بشتم أو سفاهة

سأل أعرابي شيخا من بني أمية و حوله مشايخ، فقال: أصابتنا سنة و لي بضعة عشر بنتا، فقال الشيخ: وددت أن اللّه ضرب بينكم و بين السماء صفائح حديد، فلا تقطر عليك قطرة، و اضعف بناتك أضعافا و جعلك بينهن مقطوع اليد و الرجل، ما لهن كاسب سواك، ثم صفر بكلب له فشدّ عليه و قطع ثيابه، فقال السائل: ما أدري ما أقول لك إنك لقبيح المنظر سخيف المخبر فأعضك اللّه ببظور أمهات من حولك.

و دخل رجل إلى محمد بن عبد الملك، فقال: لي بك سببان، الجوار و سوء الحال، و ذلك داع إلى الرحمة، فقال: أما الجوار فبين الحيطان و الرحمة من أخلاق الصبيان، اخرج عني. فما مضى عليه أسبوع حتى نكب.

ذمّ من ينسب بخل نفسه إلى القدر

خطب معاوية ذات يوم فقال: إن اللّه تعالى يقول: وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاََّ عِنْدَنََا خَزََائِنُهُ وَ مََا نُنَزِّلُهُ إِلاََّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ [1] فلم نلام نحن؟فقام إليه الأحنف، فقال: إنا و اللّه ما نلومك على ما في خزائن اللّه تعالى، و لكن نلومك على ما أنزل اللّه علينا من خزائنه فأغلقت بابك دونه، فسكت معاوية.

و قال بعض الشعراء:

إذا أعطاك قصّر حين يعطي # و إن لم يعط قال أبى القضاء

يبخل ربّه سفها و جهلا # و يعذر نفسه فيما يشاء


[1] القرآن الكريم: الحجر/21.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 700
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست