responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 699

و أصل ذلك من قول الأعشى:

يزيد يغضّ الطرف دوني كأنما # زوى بين عينيه عليّ المحاجم‌ [1]

المتلقي عافيه ببشاشة من غير جدوى:

قيل لرجل: ما رأيت من فلان، فقال: برقا بلا مطر و ورقا بلا ثمر. وجه كريم و فعل لئيم.

و قال أبو العيناء لعبيد اللّه بن سليمان: أيّد اللّه الوزير لي منك قرب الولي و حرمان العدو.

و قال ابن الرومي في معاتبة بعض الرؤساء:

لو لا الثمار التي ترجى منافعها # ما فضّل الناس تفّاحا على غرب‌ [2]

و لجحظة:

و بأحسنت لا يباع الدقيق‌

و قال أبو العتاهية:

إن السلام و إن الردّ من رجل # في مثل ما أنت فيه ليس يكفيني‌

المعتذر إلى سائله ببشاشة من غير جدوى‌

سأل أبو العيناء رجلا شيئا فاعتذر إليه و حلف أنه صادق في اعتذاره، فقال: من كان الصدق حرمان صديقه ما ذا يكون كذبه؟ و سأل رجل آخر فاعتذر بأحسن اعتذار، فقال: يعبر عن اللئيم لسانه و عن الكريم فعاله. و اعتذر آخر، فقال السائل: إن كنت كاذبا فجعلك اللّه صادقا و إن كنت معتذرا فجعلك اللّه معذورا. و هذا مأخوذ من قول الآخر: لا جعل اللّه حظ السائل منك عذرة صادقة. قال الجريمي:

لا ينهضون إلى مجد و لا كرم # و لا يجودون إلا بالمعاذير

المحلف إذا سأل الحارم إذا سئل‌

قال أعرابي: فلان إذا سأل ألحف، و إذا سئل سوّف، و إذا حدث حلف، و إذا وعد أخلف، ينظر نظر الحقود و يعتذر اعتذار الحسود. و قيل: إذا سئل أقنط و إذا سأل أفرط.

و قال آخر: لم أر أحصر يدا منه بالنوال و لا أطول لسانا منه بالسؤال‌ [3] ، إن سئل فجحد و إن سأل فحرب. إن سئل أرز [4] و إن سأل انتهز. هو بالإنجاح إذا سأل واثق، و بالرد إذا سئل حاذق.


[1] المحاجم: من حجم الطرف عنه أي صرف وجهه عنه.

[2] الغرب: الشجر الضعيف.

[3] يذقه قائلا: إنه يبخل يفيق بالعطاء إذا سئل، و يلحف بالسؤال إذا استجدى.

[4] أرز: تقبض.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 699
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست