responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 701

المحسن للبخل المحتجّ له‌

قيل لخالد بن صفوان: مالك لا تنفق و مالك عريض؟قال: الدهر أعرض منه. قيل له: كأنك تؤمل أن تعيش أبدا؟قال: لا، و لا أخاف أن أموت في أوله.

قال الجاحظ: قلت لبعض الأغنياء البخلاء أرضيت أن يقال لك إنك بخيل؟قال: لا أعدمني اللّه هذا الاسم، لأنه لا يقال بخيل إلا لذي مال، أعطني المال و ادعني بما شئت من الأسماء.

من وهب ماله في عمله فهو أحمق و من وهبه في عزله فهو مجنون. و قيل لأبي الأسود: أنت ظرف علم و وعاء حلم غير أنك بخيل، فقال: و ما خير ظرف لا يمسك ما فيه. و قيل: من لم يمنع لم يكن له ما يعطي. قال: و للبخل خير من سؤال بخيل.

و قيل: الشحيح أعذر من الظالم. و قال المنصور: الناس يزعمون أني بخيل و ما أنا ببخيل، و لكني رأيت الناس عبيد المال فحظرت ذلك عليهم ليكونوا عبيدي.

و عمل سهل بن هارون كتابا في مدح البخل و أهداه إلى الحسن بن سهل، و طلب منه ثوابا، فوقع على ظهره: قد جعلنا ثوابك ما حسنته و أمرت به.

قال الموسوي في عذر فاضل بخيل:

لا غرو إن كنت حرا لا تفيض ندى # فالبحر غمر و لكن ليس بالجاري‌

ذمّ ممتنّ بالإعطاء

قيل: المنّة تهدم الصنيعة. و قيل لأعرابي: فلان يزعم أنه كساك، فقال: المعروف إذا منّ به كدر، و من ضاق قلبه اتسع لسانه. و قيل لآخر في المعروف إذا أحصى، قال:

إنّ الذين يسوغ في أعناقهم # طعم يمن عليهم للئام‌

و قال آخر:

أفسدت بالمنّ ما قدّمت من حسن # ليس الجواد إذا أسدى بمنّان‌

و قيل لرجل: هل لك في ندى فلان؟فقال: لا خير في ثمرة مقترنة بزنبور.

و من ذا الذي يلتذّ شهدا بعلقم # أبت لهواتي ذاك و الشفّتان‌ [1]

و قيل: شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد، و قول اللّه تعالى: وَ يُطْعِمُونَ اَلطَّعََامَ عَلى‌ََ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً `إِنَّمََا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اَللََّهِ [2] ، قال فتقديره يقولون إنما نطعمكم، قال مجاهد لم يكن ذلك منهم مقالا و إنما أخبر عما كان لهم اعتقادا.


[1] اللهوات: جمع اللهاة و هي اللحمة المشرفة على اللحق، من أعلى الفم.

[2] القرآن الكريم: الدّهر/8.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 701
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست