الموصوف بالسّكوت عند السّؤال
قال بعضهم: فلان مرتز نكدكز [1] . و قال بعضهم:
كأنّهم عند السؤال جلامد [2]
و قال آخر:
إن اللئيم إذا سألت بهرته # عند السّؤال و قلّ منه المنطق
و أتى بعض الشعراء رجلا فسأله فما زاده على التنحنح و التحوقل، فقال:
فلا حول إلا بالإله و قوّة # إذا قلتها دلّت على طرق البخل
و إنّي لأرجو ان أفوز بأجرها # كما قلتها بعد التنحنح من أجلي
الحزين الهارب مخافة أن يسأل
قال بعضهم:
مخافة أن يرجى نداه حزين
و قال جحظة:
إذا ذكر النّاس التطول أرعدت # فرائصه خوفا لذكر التطوّل [3]
و قال بشّار:
إذا سلّم المسكين طار فؤاده # مخافة سؤال و اعتراه جنون
و قيل: فلان يبغض نعمة اللّه عليه مخافة أن يستماح.
المتلقّي عافية بقطوب وجهه
ذم أعرابي رجلا، فقال: رآني فخالني في نداه راغبا و لجدواه طالبا، فقرب من حاجب حاجبا.
كأنّما وجهه بالخلّ منضوح
و قيل لامرأة: كيف وجدت فلانا لما اعتفيته، فقالت:
تلقّاني بوجه مكفهرّ # كأنما عليه أرزاق العباد
و عنون لي إطراقه عن قطوبه [4]
طعم النّدى عندهم حامض
و قال شاعر:
كالح الوجه كان مصّ حماضا # و سما تعبيسه ذوق حماض
[1] مرتزّ و كزّ: بخيل و قليل الخير.
[2] جلامد: صخور.
[3] التطوّل: التفضّل عليه.
[4] أطراقه: سكوته-القطوب: التقطيب و عبوس الوجه.