responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 68

و كم علّمته نظم القوافي # فلمّا قال قافية هجاني‌

دني‌ء استفاد علما فازداد به شرا

قال البديهي، و قد أجاد:

إذا ما اقتنى العلم ذو شرة # تضاعف ما ذمّ من مخبره‌ [1]

و صادف من علمه قوّة # يصول بها الشرّ في جوهره

و صار عدوّا لإخوانه # و سيفا حساما على معشره‌ [2]

فضل تعليم الأولاد

يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: ما منح والد والدا أفضل من أدب حسن. و كانت اليونانية تورث الأبناء الأدب و البنات النسب. و قيل من أدب ولده صغيرا قرّت به عينه كبيرا.

و قيل: من أدب ولده أرغم حاسده. حكى أن المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية يقول لهم: ما أشدّ ما مر بكم في هذا الحبس؟فقالوا ما فقدنا من تأديب أولادنا.

و قيل: لا يحبّ الأب ابنه حتى ينغضه على ترك الأدب.

فضل التعلّم في الصّغر

قيل: بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال. و سمع الحسن رجلا يقول: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر فقال الكبير أوفر عقلا منه لكنه أشغل قلبا.

و قيل: من لم يتعلّم في الصّغر هان في حال الكبر.

و قال الشاعر:

هل الحفظ إلا للصبيّ فذو النّهى # يمارس أشغالا تشرد بالذّكر

فضل التعلّم في الكبر

قيل لأنوشروان: أ يحسن بالشيخ أن يتعلّم؟قال: إن كانت الجهالة تقبح منه فالتعلم يحسن به، فقيل: و إلى متى يحسن منه؟فقال: ما حسنت به الحياة.

و قيل: لحكيم ما حدّ التعلم فقال حدّ الحياة، أي يجب له أن يتعلم ما دام حيا.

و قال شيخ للمأمون: أ قبيح بي أن أستفهم؟فقال: بل قبيح بك أن تستبهم.

الأحوال التي تحصل بها العلوم‌

قيل: لا يصير الإنسان عالما إلا بخمس غريزة محتملة للعلم، و عناية تامّة و كفاية قائمة، و استنباط [3] لطيف، و معلم فصيح.


[1] ذو شرة: الشرة: الغضب و الحدّة.

[2] السيف الحسام: السيف القاطع.

[3] الاستنباط: الاختراع و الإبداع.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست