و قيل: لا تستطيع أن تعي العلوم السنيّة، حتى تمحو من ذهنك الأمور الدنيّة.
الأوقات المرتضاة للدّرس
قيل: انظروا في العلم بالليل، فالقلب بالنهار طائر و بالليل ساكر، أي ساكن.
و قيل لبعضهم: لم اخترت الغدوة للدرس؟فقال: لأن العقل أجمّ [1] لقرب عهده بالصمت، و بعد جوارحه من المعاصي.
من سهل عليه التعلّم
قيل: إذا كانت الطبيعة نقيّة، اكتفت بالأذكار، و غنيت عن التكرار.
و قيل: فلان يكتفي باللحظ و يستغني عن اللفظ.
من عسر عليه التعلّم
قال اللّه تعالى: لاََ يَكََادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً [2] .
و قال بعض الحكماء: صقلك سيفا ليس له جوهر من سنخه خطأ، و حملك الصعب المسنّ على الرياضة عناء، و بثّك الحبّ في أرض سبخة ترجو نباتها جهل.
و قال أبو تمام:
السيف ما لم يلف منه صيقل # من سنخه لم ينتفع بصقال [3]
و قال الخليل (رحمه اللّه) لبليد: ما أجد لقفل بلادتك مفتاحا.
تعسّر تعلّم الكبار
نظر رجل إلى فيلسوف يؤدب شيخا فقال: ما تصنع؟قال: اغسل مسبحا لعله يبيض.
قال:
و من العناء رياضة الهرم [4]
و قال آخر:
أدب الكبير من التعب # كبر الكبير عن الأدب
إن الرياضة لا تجدي لدى الشّيب
و أسلم بعض الولاة هرما إلى كتاب ليتعلم شيئا من القرآن، و كان إذا تعلّم شيئا نسي ما قبله، فوجه إليه أن ابعث إليّ من يتسلم منّي ما أحفظه، أوّلا فأوّلا.
[1] أجمّ: أكثر صيغة (أفعل التفضيل) .
[2] القرآن الكريم: النساء/77.
[3] الصيقل: مبالغة صاقل، و الصيقل أيضا: شحّاذ السيوف-السنخ: الجنس.
[4] رياضة: تطويع.