responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 644

ذمّ طالب كثيرا بعد أن حرم صغيرا

سأل رجل معاوية شيئا فمنعه، فسأله ما هو أكبر منه، فقال معاوية: طلب الأبلق العقوق فلما لم ينله أراد بيض الأنوق‌ [1] ، و قال:

شرّ ما رام امرؤ ما لم ينل‌

و يقاربه:

تسألني برامتين سلجما [2]

الحثّ على أخذ القليل عند تعذّر الكثير

خذ ما طف لك و استطف، خذ ما قطع البطحاء، خذ من جذع ما أعطاك صيدك لا تحرمه الجحش لما بذل الاعيار [3] .

الحثّ على إعطاء القليل‌

قال اللّه تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [4] و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: لا يمنعكم من معروف صغره. قال ابن عباس: من حقر حرم. قال:

ما استغرب الناس أفضالا و لا شهروا # من حاتم غير جود بالذي يجد

و قال عبد اللّه بن جعفر: لا تستح من إعطاء القليل فإن المنع أقل منه. و قال البحتري:

لا تحقرنّ صغير الخير تفعله # فقد يروي غليل الحائم الثمد [5]

و قيل: زوج من عود خير من قعود.

من خيّر فتلطّف في الاختيار

مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة، فقال له: إن شئت أجزناك و إن شئت مدحناك، فاستحيا مطيع أن يختار الثواب و كره العدول إلى المدح، فقال:

ثناء من أمير خير كسب # لصاحب مغنم و أخي ثراء

و لكنّ الزمان أطال دائي # و ما مثل الدراهم من دواء

و قال بعض الخلفاء لعاف: احتكم، فقال: يد أمير المؤمنين أبسط من لساني بالمسألة فأجزل له العطية.

قال المتنبي:

ما لنا في النّدى عليك اختيار # كلّ ما يمنح الشريف شريف‌


[1] الأنوق و الأنؤق (بالهمزة) و نياق، جمع ناقة و هي الأنثى من الإبل المرتفعة و بيض الأنوق أكثر.

[2] رامة: اسم موضع و يكثرون من تثنيته في الشعر-السلجم: الطويل من الخيل و من النصال و من الرجال و السلجم أيضا المسنّ الشديد.

[3] الأعيار: جمع عير و هو الحمار الأهلي أو الوحشي، و غلب على الوحشيّ.

[4] القرآن الكريم: الزلزال/7.

[5] الحائم: العطشان-الثمد: الماء القليل الذي لا يدوم.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 644
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست