نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 645
و دخل أشعريّ [1] على الرشيد و سأله، فقال: احتكم، فقال: أشعري يحتكم بعد أبي موسى، فضحك منه و أجازه.
من سأل و ذكر أنه أمر بذلك في المنام.
كتب بعضهم إلى أبي سليمان:
رأيت في النوم أنّي مالك فرسا # و لي وصيف و في كمّي دنانير
فقال قوم لهم فهم و معرفة # خيرا رأيت و للمال التياسير
أقصص منامك في دار الأمير تجد # تفسير ذلك و للأحلام تفسير
فوقّع أبو سليمان: أضغاث أحلام و ما نحن بتأويل الأحلام بعالمين. و دخل أعرابي على تمّار بالكوفة. فقال:
رأيتك في النّوم أطعمتني # قواصر من تمرك البارحة [2]
فقلت لصبياننا ابشروا # برؤيا رأيت لكم صالحه
قواصر تأتيكم بكرة # و إلا فتأتيكم رائحه
فقل لي نعم إنها حلوة # و دع عنك لا إنها مالحه
فأعطاه قوصرة تمر، و قال: أحبّ أن تتركني من هذه الرؤيا، فإن رؤيا يوسف صدقت بعد أربعين سنة.
السّائل حاجة زعمها صغيرة
قال رجل لابن عبّاس رضي اللّه عنهما: أتيتك في حاجة صغيرة، فقال: هاتها فالحر لا يصغر عن كبير أخيه و لا يكبر عن صغيره. و قال رجل لعمارة: أتيتك في حويجة، فقال أطلب: لها رجيلا. و قال آخر مثله، فقال: دعها حتى تكبر.
تأسّف من حرمه رزاق
قال البحتري:
سحاب خطاني جوده و هو مسبل # و بحر عداني فيضه و هو مفعم [3]
و بدر أضاء الأرض شرقا و مغربا # و موضع رحلي منه أغبر مظلم
أ أشكو نداه بعد أن وسع الورى # و من ذا يذمّ الغيث إلا مذمّم [4]
[1] الأشعري: نسبة إلى الأشعريّة و هي فرقة كلامية أسسها أبو الحسن الأشعري، و هو من الفقهاء الذين أيّدوا السنة ضد المعتزلة.