نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 630
و قيل: إذا سألت بخيلا مئونة أدركت الحرمان و العداوة.
تحمّل المكاره تفاديا من السّؤال
قال أبو عمرو بن العلاء اجتزت بكناس ينشد:
إذا أنت لم تعرف لنفسك قدرها # هوانا لها كانت على النّاس أهونا
فلا تسكننّ الدهر مسكن ذلّة # تعدّ مسيئا فيه إن كنت محسنا
فقلت: سبحان اللّه أ تنشد مثل هذا و تتعاطى مثل هذا الفعل، فقال: إن إنشادي لمثله أصارني إلى هذا فرارا من ذل السؤال.
و قال الأصمعي: مررت بكناس و هو ينشد:
جنّباني ديار سعدى و ليلى # ليس مثلي يحلّ دار الهوان
فقلت: و أي هوان فوق هذا، فقال: مه، ذلّ سؤال مثلك. إن كنس ألف كنيف أهون من وقوف على مثلك.
و قيل لرجل كان يعمل في المعادن: ما أشد عملك. فقال: استخراج الماء من الجبال أهون من إخراجه من أيدي الأنذال.
ذمّ قوم يجب تجنّب سؤالهم
قال سلم: لا تطلب حاجتك إلى كذّاب فلعل حاجتك قريبة فيبعدها أو بعيدة فيقربها؛ و لا إلى رجل له إلى صاحبك حاجة، فإنه يجعل حاجتك وقاية لحاجته، و لا إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
و قال أبو عبّاس الكاتب: لا تنزل حوائجك مجيد اللسان و لا بالمتسرّع إلى الضمان، فالعجز مقصور على المتسرع و من وثق بجودة لسانه ظنّ أن فضل بيانه مما ينوب عن إفضاله.
و قيل: إياك و مسألة الموقح الممرن و ذي اللسان البيّن، و عليك بالحصر البكي و بذي الحياء الرضي، فمثقال من شدة الحياء و العي أنفع في الحاجة من قنطار من سليط. و عليك بالشمم الذي إذا عجز أيأس و إن قدر أطمع.
و قال عمر رضي اللّه عنه: لا تستعن على حاجتك إلا بمن يحب نجاحها لك. و قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: لا تسألن حاجة بالليل و لا تسألن أعمى، فإن الحياء في العينين.
الحثّ على الإجمال في الطّلب
قال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه: لم يعد المرء ما قسم له فأجملوا في الطلب، فإن في القناعة سعة و كفا عن كلفة لا تحل. و قيل: اطلبوا الحاجات بعزّة الأنفس فإنّ بيد اللّه قضاءها.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 630