responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 631

التّزهيد في نوال يتوصّل إليه بسؤال‌

قيل: السؤال و إن قلّ ثمن لكل نوال و إن جلّ.

قال شاعر:

ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله # عوضا و إن نال الغنى بسؤال‌ [1]

و إذا السّؤال مع النّوال قرنته # رجح السّؤال و خفّ كلّ نوال‌

التّزهيد في إحسان يتوصّل إليه بهوان‌

و قال ابن الرومي:

إذا أنا نالتني فواضل مفضل # فأهلا بها ما لم تكن بهوان

فأما إذا كان الهوان قرينها # فبعدا لها ما ينقضي لأوان

و من ذا الذي يلتذّ شهدا بعلقم # أبت لهواتي ذاك و الشفتان

أريد مكانا من كريم يصونني # و إلاّ فلي رزق بكل مكان‌

و كان يجري على أبي العيناء رزق فتأخّر عنه فتقاضاه مرارا ثم تركه، و قال: لا حاجة لي فيه فهو رقّ لا رزق، و بلاء لا عطاء و محنة لا منحة.

ذمّ الإلحاح‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إن اللّه يبغض من عباده البذي الفاحش السائل الملحف. و في كتاب الهند: لا يكثرن الرجل على أخيه المسألة، فإن العجل إذا أفرط من مص أمه نطحته و نحّته. و قيل: كل إلحاف شين إلا مسألة رب العالمين.

و دخل علوي على أبي السائب فنظر إلى إبريق، فقال: هبه لي، فقال: لست أستغني عنه، فقال: هب لي هذا الآخر فقال: هو من جهاز أمي أتبرك به، فقال: هب لي تلك المنارة، فقال أبو السائب: صلى اللّه على المسيح حيث لم يترك على أمته ولدا يؤذيهم.

جلس بعض أصحاب الحديث إلى رجل فقال: تفضّل بقلم، فناوله، قال: و ورقة فأعطاه، فقال: قدّم لي المحبرة فأولاه، فقال: يا فتى أ تنشط للتزوج فإن أمي فارغة.

الحثّ على ردّ الملحّ‌

من ثقل عليك بنفسه و عمل بسؤاله فولّه إذنا صمّاء و عينا عمياء. من ألحّ في السؤال رزق الحرمان.

قال بشّار:

و ليس للملحف مثل الردّ

و وقّع بعض الكبار في قصة ملحّ مكثر للسؤال: دع هذا الضرع يدرّ لغيرك كما درّ لك.


[1] باذل وجهه: المهين نفسه-قرينها: مصاحبها-الهوان: الذلّة.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 631
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست