نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 588
قال جرير:
ترادفهم فقر قديم و ذلّة # و شرّ الرديفات المذلّة و الفقر [1]
و قيل: ما روي أجود من قول عروة في ذم الفقر:
ذريني للغنى أسعى فإنّي # رأيت الناس شرّهم الفقير
و ما من خصلة تكون للغني مدحا إلا و تكون للفقير ذما. إذا كان حليما، قيل: هو بليد، و إذا كان شجاعا قيل: هو أهوج، و إذا كان لسنا قيل: مهذار. و لقد صدق من قال:
و لا الموت خير للفتى من قعوده # عديما و من مولى تدبّ عقاربه [4]
و قال آخر:
خير حال الفقير عند ذوي الـ # ألباب أن تنطوي عليه القبور
و قال ابن طباطبا:
قد يصبر الحرّ على السيف # و يجزع الحرّ من الحيف
و يؤثر الموت على حالة # يعجز فيه عن قرى الضّيف
التعوذ من الفقر و كونه كالكفر
كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يتعوذ من الكفر و الفقر، فقال له رجل: أ يستويان؟فقال: نعم. كاد الفقر أن يكون كفرا. و دعا رجل لمسروق فقال: جنّبك اللّه الفقر و طول الأمل. و قال سفيان: كان من دعائهم اللهم زهّدنا في الدنيا و وسعها علينا و لا تزوها عنا و ترغبنا فيها.
و قالت المجوس: من لا مال له لا عقل له، و من لا عقل له فلا دنيا له و لا دين.
[1] ترادفهم: تبعهم و لحق بهم-الرديفات: جمع رديفة، تبعات الأمور.