responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 589

عدم المجد حيث عدم المال‌

كان طلحة رضي اللّه عنه يقول: اللهم ارزقني مجدا و مالا فلا يصلح المجد إلا بالمال، و لا يصلح المال إلا بالأفعال.

قال المتنبي و قد أخذ هذا المعنى:

فلا مجد في الدنيا لمن قلّ ماله # و لا مال في الدنيا لمن قلّ مجده‌

و قال هرم بن عمير التغلبي:

إني امرؤ هدم الاقتار مأثرتي # و اجتاح ما بثّت الأيام من خطري‌ [1]

أرومة عطلتني من مكارمها # كالقوس عطّلها الرامي من الوتر

و مما يناقض هذا الباب قول جرثومة بن مالك:

فتى إن تجده معوزا من تلاده # فليس من الرأي الأصيل بمعوز [2]

و قال الأحنف:

و إن المروءة لا تستطاع # لمن لم يكن ماله فاضلا

صعوبة الفقر على ذي همّة وجود

قيل لحكيم من أشقى الناس؟فقال من اتسعت معرفته و ضاقت مقدرته.

و قال أعرابي: لا تنظر إلى هيئتي و انظر إلى همّتي.

و قال الطرمّاح:

أرى نفسي تتوق إلى أمور # و يقصر دون مبلغهنّ مالي

فنفسي لا تطاوعني لبخل # و مالي لا يبلغني فعالي‌

و قال المتنبّي:

إلى اللّه أشكو لا إلى الناس أنني # أرى صالح الأخلاق لا أستطيعها

أرى خلة في إخوة و قرابة # و ذي رحم ما كنت ممّن يضيعها

و قال آخر:

أرى الدهر يجفوني و نفسي عزيزة # و ليس معي زهد فأسطو على الدّهر

صعوبة الفقر على متعودي اليسر

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يتعوذ من الحور بعد الكور [3] ، و قال: ارحموا ثلاثة، عزيز قوم ذل و غني قوم افتقر و عالما بين جهال.


[1] الإقتار: الحاجة و العوز-خطري: ارتفاع قدري.

[2] معوزا من تلاده: فقير المال، و التلاد الموروث من المال و المجد.

[3] الحور: النقص و الهلاك-الكور: الزيادة.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 589
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست