و الأموال موجودة عندي، و إنما أعرف ذلك إذا ولت، أ لم تسمع قول طريح:
الناس أعداء لكلّ مدقع # صفر اليدين و إخوة للمكثر [1]
و لما استوزر علي بن عيسى و رأى اجتماع الناس عليه، تمثل بقول أبي العتاهية:
ما النّاس إلاّ مع الدنيا و صاحبها # فكيف ما انقلبت يوما به انقلبوا
يعظّمون أخا الدنيا فإن و ثبت # يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا [2]
و قال شاعر:
إذا مالت الدنيا على المرء رغبت # إليه و مال الناس حيث يميل
و مثله لأبي العتاهيّة:
النّاس أخوة نعمة # للّه ما دامت عليكا
و قول الآخر:
إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال
و قال آخر:
النّاس خلاّنك ما لم تفتقر
و قيل: إذا أيسرت فكل رحل رحلك و إذا افتقرت أنكرك أهلك. و قيل: العسرة و العشرة لا يجتمعان.
زيارة النّاس لذي المال
قال بشار:
يزدحم النّاس على بابه # و المنهل العذب كثير الزّحام [3]
إن الغنى يهدي لك الزوّارا
و أيّ الناس زوّار المقلّ؟
الفقر مجمع العيوب
قيل: الفقر مجمع العيوب. و قال بعضهم: وجدت خير الدنيا و الآخرة في شيئين، و شرّهما في شيئين، خيرهما الغنى و التقى، و شرّهما الفقر و الفجور.
[1] المدقع: الشديد الفقر.
[2] أخا الدنيا: يعني صاحب المال، الذي تكون الدنيا إلى جانبه.
[3] المنهل: المورد، و المنهل العذب (هنا) : المقصود ذو المال.