نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 568
بحقّ النبيّ و حقّ الوصيّ # و حقّ الحسين و حقّ الحسن
و حقّ التي غصبت حقّها # و والدها بعد ذا ما اندفن [1]
شفعت إليك بأهل الكساء # فإن لم تشفع شفيعي فمن [2]
و كان أهل الكوفة إذا حلفوا يقولون: و حق الثلاثة يعنون النبي و أبا بكر و عمر، فرفع رجل إلى الحسن بن زيد و هو أمير المدينة في ذنب فأمر أن يضرب فقال له: بحق الثلاثة عليك إلا ما عفوت عني، فقال: و حق أحد الثلاثة عليّ و حقي على الاثنين ألا أوجعتك، فبلغ قوله المنصور، فقال: قاتله اللّه فما أمر نفسه.
أيمان الأعراب
اختصم أعرابيان في حق فأقبلا إلى وال فوجبت اليمين على أحدهما، فقال المدّعي:
كله إليّ أيها الحاكم أحلفه، فقال له: أنت و ذاك فدوّر له دائرة في الأرض، و قال: اجلس فيها فجلس، فقال له: جعل اللّه نومك نغصا و أكلك غصصا و مشيك رقصا و مسحك برصا و قطعك حصصا فأدخلك قفصا و أدخل في استك هذا العصا، فأبى أن يحلف و اتقاه بحقّه.
و استحلف أعرابي خصما فقال: قل لا أصحبني اللّه عصمة و لا سدّ عنّي خلة و أحضرني كل نقمة و أثكلني كل نعمة و صرّد لي المشرب و سلبني الأقرب فالأقرب، إن كان ما ادعيت حقا، فاتقاه بحقّه.
اختصم أعرابيان إلى أمير اليمامة فقال أحدهما: إن لي قبل صاحبي حقا فمره يخرج منه فأنكر، فقال الوالي: أ حالف أنت؟قال: نعم، فقال خصمه: دعني من يمينك حتى أحلفه، فقال: قل لا ترك اللّه لي خفا يتبع خفا و لا ظلفا يتبع ظلفا، و حتني [3] من أهلي و مالي حتّ الورق، و خلعني من أهلي و مالي خلع الخضاب، و أحوجني إلى شرّ خلق اللّه إن كان لهذا قبلي حق. فقال: لا أحلف و اتقاه بما ادّعى عليه.
و حلف أعرابي آخر، فقال: قل لا استتبت اللّه من خطيئة و لا استنجدته لبليّة و لا وفيت له بعهد و لا استجزته أوان جهد، فاتقاه بحقّه. و قال أعرابي لآخر في حق: أ تحلف، فقال نعم، فقال: قل ألزمني اللّه الزلل و لا سدّ عني الخلل، و ألبسني القل و الملل، و ألصق بي الغمّ و العلل، و قطع عني سببه و أصحبني غضبه و أحضرني نقمه و أعدمني نعمه، و كدر لي المشرب و أفقدني الأقرب فالأقرب، إن كان لك عندي حق فاتّقاه و لم يحلف.
أيمان الأسخياء و ذوي العلاء
كان من يمين يحيى بن خالد: لا و عزّة الوفاء و حرمة السخاء. قال الأشتر:
بقيت و فري و انحرفت عن العلا # و لقيت أضيافي بوجه عبوس