نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 567
و قيل: أول من استحلف بالطلاق العبّاس بن عبد المطلب استحلف الأنصار ليلة العقبة حين أخذ عليهم البيعة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
طلق رجل امرأته عدد نجوم السماء فجاء إلى ابن عباس و استفتاه، فقال: يكفيك من ذلك الهقعة [1] ، و هي رأس الجوزاء ثلاثة أنجم. قيل لمزيد المديني: لم تكثر الحلف بالطلاق؟فقال لأني لما تزوجت امرأتي حلفت بالطلاق إني أحلف بالطلاق في كل حقّ و باطل كل يوم، فيميني بالطلاق إمساك لها و إلا بانت [2] . حلف رجل بالطلاق فقدمته امرأته إلى القاضي فسأله عن اليمين فأخبره فجعل القاضي يتفكر، فقال له الرجل: فيم تتفكر؟قال:
أطلب لك مخرجا من اليمين قال قد هون اللّه عليك: أشهدك أنها طالق سبعين. قال الأصمعي: كان على بعض الأعراب دين ثقيل فتعلق به غرماؤه و كان معدما فساموه أن يحلف لهم بالطلاق أن لا يهرب فحلف لهم بطلاق امرأتين كانتا له ثم هرب، و أنشأ يقول:
لو يعلم الغرماء ما مقتي لهم # ما حلّفوني بالطّلاق العاجل
قد ملّتا و مللت من وجهيهما # عجفاء مرضعة و أخرى حامل [3]
كان حمّاد بن موسى يترفض، و كان له صديق يثق إليه و يوافقه في مذهبه فأودعه حمّاد دراهم و طالبه بها بعد مدة، فجحده فاضطر إلى أن مضى لمحمد بن سليمان و سأله أن يحضره، و يحلف له بحق عليّ بن أبي طالب فإنه يتحرج من ذلك، فقال: أعز اللّه الأمير، هذا الرجل أجل عندي من أن أحلف له بالبراءة من مختلف في ولايته و إيمانه، و لكني أحلف له بالمتفق على إيمانهما و خلافتهما أبي بكر و عمر فضحك محمد بن سليمان، و التزم بعض ما ادّعى عليه و صالحه على بعض.
اعترضت امرأة المأمون، و كان قد غصبها ضيعة، فقالت:
ألا أيّها الملك المرتجى # لريب المنون و صرف الزّمن [5]
[1] الهقعة: دائرة في وسط زور الفرس، و هي أيضا ثلاثة كواكب نيّرة فوق منكبيّ الجوزاء كما أشار.
[2] بانت (المرأة من زوجها) : انفصلت و وقع عليها الطلاق.