و قال أبو علي البصير:
أكذبت أحسن ما يظنّ مؤمّلي # و هدمت ما شادته لي أسلافي
و عدمت عاداتي التي عوّدتها # قدما من الإخلاف و الإتلاف
و غضضت من ناري ليخفى ضوؤها # و قريت عذرا كاذبا أضيافي [1]
إن لم أصب على عليّ حلّة # أضحت قذى في أعين الأشراف
و قال أبو مسلم الرستمي:
إذا فلا رفعت كاسا بنان يدي # و لا سعت بي لتطلاب العلى قدمي
و أثكلتني القوافي رقّتي و غدت # في نسجها كلمى غفلا بلا علم [2]
و قال الأستاذ الرئيس:
عققت العلى إن كنت خنتك بالقلا # و عفت النّدى إن لم أكن ذا جوى يذوي [3]
و قال التنوخي:
إذا فرأيت العرف في صورة النكر
و قال آخر:
إذا فلا بلغت نفسي أمانيها
إذا فثكلت سابغتي و سيفي # غداة و غى و راحلتي و زادي [4]
و قال الموسوي:
و إلا فلا أمّني النازلون # و لا جاءني الطارق المجتدي [5]
أيمان الشّرب و متعاطي اللهو
قال وهب الهمذاني:
لا و الذي سنّ للمدامة و لا # ماء نكاحا بغير طلاق
و قال المخزومي:
لا و الذي قسّم الصهباء من ذهب # و الماء من فضّة ما ساد من بخلا
و قال علي الأحول:
كفرت إذا بحقوق الصّديق # و عربدت في الشّرب عند المدام [6]
[1] غضّ ناره: كفّها-و قريت أضيافي: استضفتهم.
[2] أثكلتني: أفقدتني-كلمى: مجرحة-غفلا: منسية و غير معروفة.
[3] عققته: تركته و استخفيت به-القلا: البغضاء-الجوى: شدّة الوجد.
[4] السابغة: الدرع الطويلة-الراحلة: المطيّة.
[5] النازلون: الضيوف.
[6] عربدت: ساء خلقي، و الغضب العربيد: الشديد.