responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 547

كانوا تجارا، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: لا خير في التجارة إلا لستة، تاجر إن باع لم يمدح و إن اشترى لم يذم و إن كان عليه دين أيسر الاقتضاء و إن كان له أيسر الاقتضاء و تجنب الحلف و الكذب و قال عليه الصلاة و السلام: بعثت مرحمة و مرغمة و لم أبعث تاجرا و لا زارعا، و إن شاور هذه الأمة التجار و الزراعون إلا من شح على دينه. و قال صلّى اللّه عليه و سلم: ما أوحى اللّه إلي أن أجمع المال و أكون من التاجرين، و لكن أوحى إليّ أن سبح بحمد ربك و كن من الساجدين و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين، و قال تعالى: وَ إِذََا رَأَوْا تِجََارَةً أَوْ لَهْواً اِنْفَضُّوا إِلَيْهََا [1] فقرن التجارة باللهو و هو مذموم.

الحثّ على التّجارة في جنس دون جنس‌

قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: من اتّجر في شي‌ء ثلاث مرات فلم يصب منه شيئا فليتحول إلى غيره. و دخل ناس على عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنه، فسألهم عن صناعتهم، فقالوا: بيع الرقيق، فقال بئست التجارة ضمان نفس و مئونة ضرس. و قال ابن المبارك: إياك و التجارة في الإبل فإنها غنم و غرم، و أحب التجارة إلي ما كان بين غنمها و غرمها حجاز من السلامة.

و قال بطليموس: لا يكاد الإنسان ينحس في جميع الأشياء و لا يسعد في جميعها فينبغي أن يعرف وجوه منافعه في وجوه شتّى، فمتى دخلت المنحسة في شي‌ء كانت السعادة في شي‌ء. و قيل: شرّ الناس من باع الناس، يعني النخّاسين. و قيل: بيع الرجل صاحبه بالطفيف من الأمر، و قد قال صلّى اللّه عليه و سلم: التجارة في الرقيق ممحقة.

و قال محمد بن واسع رحمه اللّه: أفضل التجارات لديّ بيع العطر و الجوهر و الحصر و الساج و كل شي‌ء لا يشتريه إلا من في أمواله فضل عن القوت لأن ظلم أصحاب الفضل أهون، و أبغض التجارة إليّ القطن و شراء الغزل فإن ظلم هؤلاء صعب إذا كان داخلا على أقواتهم.

فضل الصدق في البيع‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ما أفلس تاجر صدوق. و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: التجار فجّار. قيل: يا رسول اللّه و لم و قد أحل اللّه البيع؟فقال: إنهم يحلفون و يكذبون. و قال الجاحظ: رحم اللّه الأحنف حيث يقول: الزم الصحة يلزمك العمل. و قال الأشج الصيدلاني: مرّ بي رجل فرأى قلّة الناس عندي و كثرتهم عند غيري، فقال: أ تريد أن تكثر مبايعتك و يحسن حالك؟ قلت: نعم، فقال: أصدق و اصبر سنة فإن الصدق يستحي لنفسه أن يبطئ عنك أكثر من سنة، ففعلت، فكثر زحام الناس عند حانوتي. ثم مرّ بي فرأى كثرة الناس عندي فقال:

احذر و لا تتكل على ما و همتهم من الصدق فتدعوك نفسك إلى ضعف ربحك اليوم، فإنك إن عدت إلى الكذب عاد عليك الكساد فلم أزل قابلا لوصيته، ثم مرّ بي بعد سنيات، فقال: قليل الربح مع كثرة الحرفاء أربح من كثره مع قلة الحرفاء. و ق د قالوا: الزم الصحة


[1] القرآن الكريم: الجمعة/11.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست