نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 533
(3) و مما جاء في الأماني و الآمال
ما يدلّ على جواز التمنيّ
قال اللّه تعالى حكاية عن مريم عليها السلام قالت: يََا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هََذََا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا[1] فدل أن تمني ما لا يكون محظورا مباح، و قال تعالى: هَلْ أَتىََ عَلَى اَلْإِنْسََانِ حِينٌ مِنَ اَلدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً[2] ، و سمع ذلك رجل من الصالحين، فقال: ليت ذلك تم.
طيب الأماني و الآمال
قيل لبعض من كان يخطب عملا: ما تصنع؟قال: أخدم الرجاء حتى ينزل القضاء.
قيل: ليس سرور النفس بالجدة و المقدرة إنما هو بالأماني و الآمال. و قيل لحكيم: أي شيء أدوم إمتاعا؟فقال: الأماني.
و قال رجل من بني الحارث:
منّى إن تكن حقا تكن أحسن المنى # و إلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
أماني من سعد حسانا كأنّما # سقتك بها سعدى على ظمأ بردا
و قال آخر:
إذا ازدحمت همومي في فؤادي # طلبت لها المخارج بالتمنّي
و قال آخر:
في المنى راحة و إن علّلتنا # من هواها ببعض ما لا يكون
ذمّ الأماني و بطلانها
قيل: إيّاك و المنى فإنها بضاعة النوكى. الأمل سلطان الشيطان على قلوب الغافلين.
الخذلان مسامرة الأماني و التوفيق رفض التواني.
قال ابن المقفّع: كثرة المنى تخلق العقل و تطرد القناعة و تفسد الحس. و قال أمير المؤمنين كرم اللّه وجهه: تجنّبوا المنى فإنها تذهب ببهجة ما خوّلتم و تصغر مواهب اللّه التي رزقتم.
قيل: ثلاث تخلق العقل و فيها دليل على الضعف: سرعة الجواب و طول التمنيّ و الاستغراق في الضحك.