و قيل: السبب الذي يتقدم به المجدود هو السبب الذي يتأخر به المحدود، قال أبو الشيص:
يخيب الفتى من حيث يرزق غيره # و يعطى الفتى من حيث يحرم صاحبه
و قال الموسوي:
لا تحدثن طمعا و جدّك مدبر # و اطلب مدى الدنيا و جدّك مقبل [2]
تعسّر الأمر على من خذله جدّه
قيل: إذا لم يساعد الجدّ فالحركة خذلان. و قيل: إذا ولّت الدول صارت الحيل وبالا.
قال شاعر:
إذا كان جدّ المرء في الشيء مقبلا # تأتّت له الأشياء من كل جانب
و إن أدبرت دنياه يوما توعّرت # عليه فأعيته وجوه المطالب [3]
قال ثمامة: لما أخبر يحيى بن خالد بتغير الرشيد له، كان يحتال في تخليص روحه فأمرني يوما بالحضور معه فاجتمعنا على الرأي، فكلما أتى الرأي نقض عليه آخر حتى أعيانا الأمر، فقام و قال: أفّ لهذه الدنيا كان الرأي يجيئنا على البديهة و الأمر مقبل، فصار لا يأتينا على الرويّة و الأمر مدبر، ليصنع الدهر ما شاء. و قيل: إذا أراد اللّه تعالى أن يزيل عن عبده نعمة فأول ما يزيل عنه عقله.
قال البديهي:
إذا المقادير لم تقبل مساعدة # على بلوغ المنى لم تنفع الهمم
و قال مخنّث: إذا جاء البخت توقف البيضة على أعلى الوتد، و إذا أدبر البخت أسق الهاون في الشمس.
تأسّف من جد جدّه و لم يساعده جدّه
قال أبو تمّام:
ما ذا عليّ إذا ما لم يزل و تري # إن نال في الرمي أغراضي فلم أصب