نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 529
و قال آخر:
هل نافعي جدّي و فرط تيقّظي # إن كان جدّي يا أمامة جاهدا
و أنشد محمد بن عمر الورّاق البلخي:
إن السعادة أمر ليس يدركه # أهل السعادة إلا بالمقادير
مخزونة عن أناس طالبين لها # و قد تساق إلى قوم بتيسير
و قال عمر للنبي صلّى اللّه عليه و سلم لما ذكر من أسعده اللّه من أهل الجنة و أشقاه من أهل النار:
ففيم العمل يا رسول اللّه؟فقال صلّى اللّه عليه و سلم: يا ابن الخطاب اعمل فكل ميسّر لما خلق له. أما أهل السعادة فميسرون لعمل أهل السعادة و أما أهل الشقاوة فميسرون لعمل أهل الشقاوة.
تفضيل الجدّ على العقل
تقدّم إخوة إلى سوار في ميراث لهم، فقال سوار: خيّروا الأكبر منكم فإنه خلف أبيكم و المنظور إليه دونكم، قالوا: قد فعلنا فأبى الأكبر أن يقبل ذلك، فقال سوار: ما يمنعك، فقال: إني بحظي أوثق مني بعقلي، فأقرع بينهم فخرج سهمه خيرا من سهامهم، فقال: كيف رأيت فقال سوار: استأذن العقل على الحظ فحجبه. و قد تقدم في باب العقل أمثلة لذلك.
كون العاقل محدودا و الجاهل مجدودا
من زيد في عقله نقص من حظه. و قيل: ما جعل اللّه لأحد عقلا وافرا إلا احتسب عليه من رزقه.
قال شاعر:
و خصلة قلّ فيها من يخالفني # الرزق و الحمق ملزومان في قرن [1]
و قال آخر:
خاب امرؤ ظلّ يرجو أن ينال غنى # بالعقل ما عاش في دهر المجانين
و قال المتنبّي:
و ما الجمع بين الماء و النار في يدي # بأبعد من أن أجمع الحظّ و الفهما
معارضة دنيء ساعده القدر:
ألا ليت المقادر لم تقدر # و لم تكن إلا حظّى و الجدود