و كأنّما هي في سماجة منظر # تحكيه في قبح كما يحكيها [2]
الممتنّ بهديّة أهداها
أهدى رجل إلى الأعمش بطيخة، فلما أصبح قال: يا أبا محمد كيف كانت البطيخة، قال: طيبة. ثم أعاد عليه ثانيا و ثالثا فقال: إن خففت من قولك و إلا قئتها.
و أهدى أبو الهذيل إلى أستاذ له ديكا فكان بعد ذلك إذا خاطبه أرّخ بديكه، فيقول إنه كان يوم أهديت إليك الديك و إنه كان قبل الديك بكذا و بعد الديك بكذا. و قدم زياد على معاوية و أهدى إليه هدايا كثيرة فأعجب بها معاوية، فلما رأى زياد سروره بذلك قال: يا أمير المؤمنين إني دوخت لك العراق و جبيت لك برها و بحرها و غثها و سمينها و حملت لك لبها و سروها، فقال له يزيد: أما إذا فعلت ذلك فقد نقلناك من ولاء ثقيف إلى شرف قريش و من عبيد إلى أبي سفيان، و ما أمكنك تدويخ العراق إلا بنا. فقال معاوية: حسبك فداك أبوك و وريت زناده فيك.
الشاكر المهدي إليه
أتتنا هدايا منه أشبهن فضله # و منّ عليّ منعما متفضّلا
و لو أنه أهدى إليّ وصاله # لكان إلى قلبي ألذّ و أوصلا
(7) و ممّا جاء في الطبّ و المرض و العيادة
قيل: حد الطب دفع الضد بالضد، و قيل: هو معرفة الداء و تلقيه بالدواء. و أصل الطب العلم و الطبيب صار اسما للعالم بمداواة أبدان الناس. و قيل: هو استدامة الصحة و مرمة السقم. و قال عبد اللّه بن المعتز: المرض حبس البدن و الهم حبس الروح.
مدح طبيب حاذق
حكي أن سلمويه طبيب المأمون، و كان قد أسنّ و ذهب بصره، كان دخل على