نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 500
رمضان فكتب إليه عدلت عن هدايا السلطان إلى التيمّن بالقرآن و ما يرضى الرحمن فوقع في رقعته فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ[1] . و أهدى أحمد بن يوسف إلى المأمون هدايا و كتب إليه رقعة، فلم يستظرف من هديته شيئا إلاّ قوله في رقعته هذا يوم جرت فيه العادة بالطاف العبيد للسادة. و بعث إبراهيم بن المهدي بجراب ملح و جراب أشنان و كتب معهما: قصرت البضاعة عن بلوغ الهمة فكرهت أن تطوى صحف البر خالية من ذكرى، فبعثت بالمبدوء به لبركته و المختوم به لنظافته و السلام. و شرب الرشيد دواء فأهدت إليه الخيزران جارية بكرا معها جام، كتب عليه:
إذا خرج الإمام من الدواء # و أعقب بالسّلامة و الشّفاء
فليس له دواء غير شرب # بهذا الجام ينزع بالطّلاء
و فضّ الخاتم المهدي إليه # فهذا العيش من بعد الدواء
و أهدى رجل إلى آخر قلنسوة و نعلا و خاتما فقال لقد أشواني فلان بكسوته أي أصاب شواي.
ذكر الهديّة بأنها أمارة لفضل صاحبها أو نقصه
قيل: يعرف فضل المرء بفضل هديته و سخافته بسخافة بره. و قيل: ثلاثة تدل على عقول أربابها الهدية و الرسول و الكتاب. و قد حكى اللّه تعالى عن بلقيس أنها قالت و إني مرسلة إليه بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون، فجعلت جواب الهدية دلالة.
قال كشاجم:
إنّ هدايا الرجال مخبرة # عن قدرهم قلّلوا أو احتفلوا [2]
المهدي هدية سخيفة
أهدى أبو رهم السدوسي إلى قينة كان يتعشقها زنبيل بصل، فقال فيه ابن المعدل:
قالت جبل ما ذا العمل هذا الرجل حين احتفل أهدى بصل. أهدى رجل إلى إسماعيل الطالبي فالوذجة عتيقة قد زنخت، و كتب معها إني اخترت لعملها سكر السوس و العسل الماذي و الزعفران الأصفهاني، فكتب إليه: برئت من اللّه إن كانت هذه الفالوذجة قد عملت إلا قبل أن يوحى ربك إلى النحل. و أهدى أبو علي البصير إلى أبي العيناء كرينجان قد كتب على كل واحدة منها ادخلوها بسلام آمنين، فردها أبو العيناء و قد كتب عليها فرددناه إلى أمه كي تقر عينها و لا تحزن. و كان رجل قد شغف بصبي فأهدى إليه، كلبا فقال أبو شبل:
و ما رأت عيني و لا قيل لي # إن فتى مستهترا صبّا [3]