نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 502
المأمون يتكئ على صبية تقوده، فلما قام المأمون قام ثم رجع، فرجع سلمويه إلى حضرته و اتكأ على تلك الصبية، فقال للمأمون: هذه الصبية كانت بكرا و خرجت من عندي الساعة و عادت ثيبا فاستخبرها [1] ، فقالت: إن العباس ابن أمير المؤمنين دعاني إلى نفسه لما خرجت فافتضني، فقال له المأمون: و كيف علمت ذلك؟فقال: كنت أخذت مجستها فوجدتها قوية ثم جسستها فوجدت نقصانها فعلمت ذلك، فتعجب المأمون من حذقه و نحو ذلك في التنجيم.
حديث الفيلسوف
الذي كان ينام على سرير فنام عليه ذات يوم فأنكره و قال: إما أن تكون السماء قد انحدرت أو الأرض قد ارتفعت، فتأمّل فإذا قد جعل تحت قائمة السرير شيء ارتفع به عن الأرض.
و من الحذق البيّن ما حكي أن عمرو بن الليث زلقت رجله فانخلعت إحدى فخذيه فنام على الفخذ الوجعة و استحضر المجبرين، و جعل يعرض على واحد واحد الفخذ الصحيحة و يئن إذا مست، و كان يقول: بهذا نختبرهم إلى أن حضر المعروف بابن المغازلي فلما جسها أنّ عمرو، فقال ابن المغازلي: ما هذه الجلبة ما بك من قلبة، و إن فخذك أصح من فخذ الظليم. فعرض عليه الفخذ الأخرى فقال أما هذه فنعم، فعلم عمرو أنه حاذق، فقال: إن مداواتها صعبة لأنها تحتاج إلى إشالة الرجل و أنا استسمج ذلك و لكنني أحتال له، فعمد إلى زق فوضعه بين رجلي عمرو و شد إبهامي رجليه بعضهما إلى بعض و جعل ينفخ في الزق و هو يربو و ينتفخ و يرتفع الفخذ بانتفاخه إلى أن امتد الزق و رد العضو إلى موضعه، ثم حل الإبهامين و شده إلى أن برأ.
و قال رجل: توجّعت من رجلي مدة و تداويت بكل دواء فلم ينفع فرأيت طبيبا فوصفت ذلك له، قال: انظر فلعل إحدى ركابيك أطول من الآخر فتأملت فإذا هو كذلك، فأصلحته فزال الوجع السري.
قال الكندي:
أحيا لنا علم الفلاسفة الذي # أودى فأوضح رسم طب عاف [2]
فكأنه عيسى بن مريم ناطقا # يهب الحياة بأوهن الأوصاف
يبدو له الداء الخفيّ كما بدا # للعين رضراض الغدير الصافي [3]