و قال المتنبّي:
بقيت بقاء ما تبني فإنّي # أراه بقاء يذبل أو أبان
و قال آخر:
فلا زالت الشمس التي في سمائه # مطالعة الشمس التي في لثامه [1]
و لا زال تجتاز البدور بوجهه # فتعجب من نقصانها و تمامه [2]
و قال عمارة:
فذا العرش زد في عمره من صلاتنا # و أعمارنا حتّى يطول له العمر
و قد نسب قوم: أطال اللّه بقاءك و جعلني فداءك إلى الإحالة. و قد روي أن أول من خاطب بذلك أمير المؤمنين عليّ كرم اللّه وجهه.
التفدية
قال ابن بوقة:
أفديك بل أيّام عمري كلّها # يفدين أيّاما عرفتك فيها
و له:
نفسي فداؤكما و قلت في الورى # للسيّد المخدوم نفس الخادم [3]
بنفسي أنت لا بأبي فإنّي # رأيت الجود بالآباء لؤما
و قال رجل لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: جعلني اللّه فداء نعلك، فقال:
إذا يطيل اللّه هوانك
و قال يعقوب بن الربيع:
فلو أنني إذ كان وقت حمامها # أحكّم في عمري لشاطرتها عمري [4]
فحلّ بنا المقدار في ساعة معا # فماتت و لا أدري و متّ و لا تدري
و قال الخوارزمي:
أطال اللّه أعمار المعالي # و ذاك بأن يطول لك البقاء
[1] المطالعة: المشاركة في الطلوع-الشمس في لثامه: يعني وجهه-الشمس التي في سمائه: شمس الطبيعة التي فوقه.
[2] البدور: جمع بدر، و هي تعجب حين ترى أنها تنقص و هو لا يزال تاما.
[3] الورى: الخلق.
[4] حمامها: موتها.