نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 452
حثّ محبّ الحمد على أسداء النعم
قال حكيم: من أحب الثناء فليصبر على بذل العطاء و ليوطن نفسه على الحقوق المرة على احتمال المئونة.
و قال شاعر:
ما أعلم النّاس أن الجود مكسبة # للحمد لكنّه يأتي على النّشب [1]
و قال:
أي أحدوثة تحب فكنها
فضل استقبال الإنسان بممادحه
خياركم من ملئت مسامعه من حسن الثناء و هو يسمع و شراركم من ملئت مسامعه من قبح الثناء و هو يحذر. و قال خالد بن سالم دخلت عليّ أسامة بن زيد فأثنى عليّ ثناء حسنا، ثم قال لي: إنما حملني على أن أمدحك وجهك لأني سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول: إذا مدح الإنسان في وجهه ربا الإيمان في قلبه، و قال رجل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: إني أحب أن أمدح، فقال: و ما عليك أن تعيش حميدا و تموت فقيدا. و روي عنه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال: ما أحد أحب إليه المدح من اللّه عزّ و جلّ فقد مدح نفسه و أمر العباد بمدحه.
كراهية ذلك
سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم رجلا يثني على آخر فقال: قطعت مطاه [2] لو سمع ما أفلح. و قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: المدح ذبح. و قيل إن الإطراء يدعو إلى الغفلة. و لما جرح عمر رضي اللّه تعالى عنه أثنى عليه الناس، فقال: المغرور من غررتموه لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع. و قيل: استحياء الكريم من المدح أكثر من استحياء اللئيم من الذم. و أثنى رجل على هشام بن عبد الملك فقال: إنا نكره المدح، فقال: لست أمدحك و لكني أحمد اللّه فيك.
استحسان المدح بين الإخوان و استقباحه
قيل: إذا قدم الإخاء سمج الثناء.
قال كشاجم:
و مستهجن مدحي له إن تأكدت # لنا عقد الإخلاص و الحقّ يمدح
و ما بي الذي في القلب إلا تبيّنا # و كلّ إناء بالذي فيه يرشح [3]