نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 399
أمت بمثله إليك و لست أزعم أنهما سواء، و لكن لا يحل الاعتداء.
حقّ الوالدين على الولد و الحثّ على مراعاته
قال اللّه تعالى: وَ وَصَّيْنَا اَلْإِنْسََانَ بِوََالِدَيْهِ حُسْناً[1] و قال تعالى: فَلاََ تَقُلْ لَهُمََا أُفٍّ وَ لاََ تَنْهَرْهُمََا وَ قُلْ لَهُمََا قَوْلاً كَرِيماً `وَ اِخْفِضْ لَهُمََا جَنََاحَ اَلذُّلِّ مِنَ اَلرَّحْمَةِ[2] و لو علم اللّه أدنى من أف لنهى عنه.
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم إنّ الوالد باب من أبواب الجنة فاحفظ ذلك الباب.
و قال رجل للنبي صلّى اللّه عليه و سلم إني أريد الغزو فقال عليه الصلاة و السلام: أحي أبواك قال نعم قال ففيهما فجاهد و قال عليه الصلاة و السلام: لآخر: هل لك من أم. قال نعم قال الزمها و إن مفتاح الجنة تحت رجليها. و قال الحسن حق الوالد أعظم و برّ الوالدة ألزم.
حقيقة برّهما
سئل الحسن رضي اللّه عنه عن برّ الوالدين فقال: أن تبذل لهما ما ملكت و تطيعهما في ما أمراك ما لم يكن معصية، و الدلالة على ذلك قوله تعالى: وَ إِنْ جََاهَدََاكَ عَلىََ أَنْ تُشْرِكَ بِي مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاََ تُطِعْهُمََا وَ صََاحِبْهُمََا فِي اَلدُّنْيََا مَعْرُوفاً[3] .
وصف بررة
قيل لعلي بن الحسين رضي اللّه عنهما: إنّك من أبر الناس بوالدتك و لسنا نراك تأكل معها قال إني أخاف أن أسبقها إلى شيء سبقت عينها إليه فأعقّها بذلك، و قيل لعمرو بن ذر لما مات ابنه: كيف برّه بك قال ما ماشيته قط بالنهار إلا مشى خلفي و لا بالليل إلا مشى أمامي و لا رقي سطحا أنا تحته. و قيل كان أعرابي يحمل أمه على ظهره و يطوف بها و ينشد:
أحمل أمّي و هي الحمّاله # ترضعني الدرة و العلاله
و لا يجازي أحد فعاله
و قيل: في المثل أبرّ من الهرة.
وصف عققة
قيل الولد: العاق إن مات نغّصك و إن عاش نقّصك. و قال بعضهم لابن له عاق أنت كالإصبع الزائدة إن تركت شانت و إن قطعت آذت، و قيل: أعظم الأسف سوء الخلف العقوق ثكل من لا يثكل.
قيل لأعرابي كيف ابنك؟قال هو عذاب رعف به الدهر و بلاء لا يقاومه الصبر و فائدة لا يجب بها الشكر.