صرت كأنّي ذبالة نصبت # تضيء النّاس و هي تحترق [2]
ذمّ الاقتصار على مجرّد التوكّل
جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إني أرسل ناقتي و أتوكل. فقال: بل اعقلها [3] و توكّل.
مرّ الشعبيّ بإبل قد فشا فيها الجرب، فقال لصاحبها أ ما تداوي إبلك؟فقال: إن لنا عجوز نتكل على دعائها. فقال: اجعل مع دعائها شيئا من القطران.
و في كتاب كليلة لا يمنع العاقل يقينه بالقدر من توقّي [4] المخوف، بل ليجمع تصديقا بالقدر و أخذا بالحزم.
قال الشاعر:
و المرء تلقاه مضياعا لفرصته # حتّى إذا فات أمر عاتب القدرا
قال أبو عبيدة لعمر رضي اللّه عنه، حين كره طواعين الشأم و رجع إلى المدينة، أ تفرّ من قدر اللّه؟قال: نعم إلى قدر اللّه. فقال له: أ ينفع الحذر من القدر؟فقال: لسنا ممّا هناك في شيء، إن اللّه لا يأمر بما لا ينفع، و لا ينهى عما لا يضر، و قد قال تعالى: وَ لاََ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى اَلتَّهْلُكَةِ[5] و قال تعالى: خُذُوا حِذْرَكُمْ[6] .
ذمّ طلب الأمر بعد فوته
قيل: لبعض الحكماء هل شيء أضرّ من التواني؟فقال: الاجتهاد في غير موضعه.
و قيل: العجز عجزان عجز التقصير و قد أمكن؟و الجدّ في طلبه و قد فات. أخذه الشاعر فقال:
تتبّع الأمر بعد الفوت تغرير # و تركه مقبلا عجز و تقصير [7]