قال الأحنف: إنّ ذا الوجهين خليق أن لا يكون عند اللّه وجيها. قال صالح بن عبد القدوس [2] :
قل للّذي لست أدري من تلوّنه # أناصح أم على غشّ يداجيني
إنّي لأكثر ممّا سمتني عجبا # يد تشجّ و أخرى منك تأسوني [3]
تذمّني عند أقوام و تمدحني # في آخرين و كلّ منك يأتيني
النهي عن الاستعانة بخائن
قيل: من استرعى الذئب ظلم. قال شاعر:
إن العفيف إذا استعان بخائن # كان العفيف شريكه في المأثم [4]
قال آخر:
إذا أنت حمّلت الخئون أمانة # فإنّك قد أسندتها شرّ مسند
و قال آخر:
إن العفيف إذا تكنّفه الظنين هو الظنين
و قال علي رضي اللّه عنه: من تتّهمه فلا تأتمنه و من تأتمنه فلا تتّهمه.
عذر من استعان بخائن سهوا
قال أبو تمّام:
هذا النبي و كان صفوة ربّه # من بين باد في الأنام وقار [5]
قد خصّ من أهل النّفاق عصابة # و هم أشدّ أذى من الكفّار [6]
[1] ذو الوجهين: المخادع المرائي و المتلوّن المنافق.
[2] صالح بن عبد القدوس: شاعر بغدادي عرف بالزندقة و يقول بإلهين هما إله الخير و إله الشرّ و قيل إن الخليفة المهديّ صلبه. و من أشهر شعره القصيدة الزّينبيّة.