responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 347

رضي اللّه عنه فقال: إني احتملت على أمي، فقال: لتقم في الشمس و ليضرب ظلّك الحدّ.

و قال صلّى اللّه عليه و سلم لجاريته و قد وضأته فلما نهض اعتمد عليها، فقال: انظري لا تضرطي. و قال ابن عمر رضي اللّه عنهما لخادمه: خلقني خالق الكرام و خلقك خالق اللئام.

النهي عن الغضب من المزح‌

قال ابن سيرين رضي اللّه عنه ليس بحسن الخلق الغضب من المزح.

الممدوح بأن فيه الجد و الهزل في موضعهما

إذا جدّ عند الجدّ أرضاك جدّه # و ذو باطل إن شئت ألهاك باطله‌

و قال آخر:

الجدّ شيمته و فيه فكاهة # طورا و لا جدّا لمن لا يلعب‌ [1]

قال آخر:

أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى # و إنّي إذا جدّ الرجال لذو جدّ

و قال بعضهم: لأعدمتك مزينا بجدك مجلس الحفلة و بهزلك مجالس البذلة.

هو الظفر الميمون إن راح أو غدا # به الركب و التلعابة المتحبّب‌ [2]

عذر من كان منه ضحك و هو مهموم‌

و ربّما ضحك المكروب من عجب # السّن تضحك و الأحشاء تضطرم‌ [3]

و قال آخر:

و قد يضحك الموتور و هو حزين‌

النهي عن كثرة الضحك و ذمّه‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إياك و كثرة الضحك فإنها تميت القلب و تورث النسيان، و قال عبد اللّه بن أبي دؤاد: فشا الضحك في أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأنزل اللّه تعالى: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اَللََّهِ [4] عن الثوري عظموا العلم و لا تكثروا الضحك فتمجه القلوب و كثرة الضحك من الرعونة، و ضحك إسحاق بين يدي المأمون حتى فتح فاه، فأمر بأن يؤخذ سيفه و منطقته و يدفع إليه منديل الشراب، و قال: الشراب أليق بك فقال أقلني مرة يا أمير المؤمنين فأقاله، فما رؤي بعد ذلك ضاحكا. و مرت معاذة العدوية على شبان عليهم الصوف و هم يضحكون فقالت: سبحان اللّه لبس الناسكين و ضحك الغافلين. قال كعب:

أن اللّه يبغض المضحاك من غير عجب.


[1] يقول: أنا ذو جدّ في المواطن التي يجدّ بها القوم لكنني أمارس الهزل إذا بدا لي حسنه.

[2] التلعابة: الكثير اللعب.

[3] المكروب: المهموم-الأحشاء: ما انضمت عليه الضلوع-تضطرم: تشتعل.

[4] القرآن الكريم: الحديد/16.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست