responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 244

بقاض: إذا كره اللوائم و أحب المحامد و خاف العزل، و به ألمّ الشاعر في قوله:

سيان في الحكم شاكيه و شاكره # من الأنام و هاجيه و مطريه‌

كون الحاكم مرضيا و مسخوطا

قيل لشريح رحمه اللّه: كيف أصبحت؟قال: أصبحت و نصف النّاس عليّ غضبان، و قال رجل لشريح: قضيت عليّ بالجور [1] و ليدخلنّك اللّه النار قال: إذا يدخلها سبعة قبلي من ولاّني و من علّمني هذا الحكم و من جاء بك مدعيا و الشاهدان و المزكيان.

حثّ الحاكم على التسوية بين الناس‌

قال اللّه تعالى: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمََا أَنْزَلَ اَللََّهُ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلظََّالِمُونَ [2] و قال أيضا:

فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْفََاسِقُونَ [3] و قال: وَ أَنِ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمََا أَنْزَلَ اَللََّهُ [4] و قال أبو وائل:

سمعت عمارا يقول في بعض القضاة: كان كافرا، فقلت: ما تقول؟فقال: إن اللّه تعالى يقول: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمََا أَنْزَلَ اَللََّهُ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْكََافِرُونَ [5] و قال بعضهم: رضى الناس غاية لا تدرك فتحرّ الخير بحمدك، و لا تكره سخط من يرضيه الباطل. و كان زيد بن ثابت يقضي لعمر رضي اللّه عنه بالمدينة فتقدم إليه عمر مع أبي في حدّ تنازعاه فخرج إليهما، فقال:

السلام عليك يا أمير المؤمنين هاهنا هاهنا ثم توجهت اليمين على عمر فقال زيد لأبي، اعف أمير المؤمنين من اليمين، فقال له عمر ما زلت جائرا منذ اليوم السلام عليك يا أمير المؤمنين و هاهنا هاهنا و اعف أمير المؤمنين. و كتب عمر رضي اللّه عنه إلى قاض: احكم بين أهل الحق بالحق ينفعك يوم الحق. و قيل: لا ينبغي للحاكم أن يسمع شكية أحد الخصمين دون الآخر و في المثل: من يأت الحكم وحده يفلح. و قال سلمة بن حوشب:

نبّئت أن حكّموك بينهم # فلا يقولنّ بئسما حكما

إن كنت ذا عرفة بشأنهم # تعرف ذا حقهم و من ظلما [6]

و لا تبال من المحقّ من المبطل # لا إلة و لا ذمما [7]

فاحكم فأنت الحكيم بينهم # إن يعدّدوا الحقّ يابسا صنما [8]

و اصدع أديم السواد بينهم # على رضا من رضي و من رغما

حثّ الحاكم على تقليل الكلام‌

عزل عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه قاضيا و قال: بلغني أن كلامك أكثر من كلام


[1] الجور: الظلم.

[2] القرآن الكريم: المائدة/47.

[3] القرآن الكريم: آل عمران/82.

[4] القرآن الكريم: المائدة/51.

[5] القرآن الكريم: المائدة/44.

[6] عرفة: معرفة و علم.

[7] الإل: العهد.

[8] يدعو إلى الحكم القويم على أساس من الحكمة و العدل دون المبالاة بمن رضي أو من أرغم.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست