responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 243

يقضي و لم يعلم و الآخر من يعلم فيقضي بغير الحق و أما الذي في الجنة فهو الذي يعلم و يقضي بالحق، و قال صلى اللّه عليه و سلم: إن مع القاضي ملكين يسددانه و يوفقانه فإن عدل أرشداه و أعاناه و إن جار قذفاه في النار. و قيل: المذموم من القضاة من سعى في طلبه، و قال صلى اللّه عليه و سلم: لعبد الرحمن ابن سمرة: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فانك إن سألتها وكلت إليها و إن سألتها أعنت عليها، و قال صلى اللّه عليه و سلم: من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين، و روي عنه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: شكت بقعة من الأرض إلى ربها أنها جعلت حشا فأوحى اللّه إليها أ ما ترضين أني لم أجعلك بقعة قاض. و كان ابن شبرمة يقول: يا جارية هاتي غذائي لأخرج إلى بلائي.

الممتنع من تولّي القضاء

أمر المنصور أبا حنيفة [1] رحمه اللّه أن يتولى القضاء فقال: لا أصلح لذلك فقال:

إنك تصلح، فقال: إن كنت صادقا فلا يجوز لك أن توليني و إن كنت كاذبا فقد فسقت فقال: و اللّه لتلين. فقال: و اللّه لا وليت فقال حاجبه: أمير المؤمنين يحلف و أنت تحلف فقال: أمير المؤمنين أقدر على الكفارة مني. قيل لما مات عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشأم فوافق ذلك عزل قاضيها فهرب حتى أتى اليمامة فقيل له في ذلك فقال: ما وجدت مثلا للقاضي العالم إلا مثل رجل سابح وقع في بحر، فكم عسى يسبح حتى يغرق.

الممدوح بترك الميل و العفّة و الحلم‌

اختصم إلى زياد رجلان فقال أحدهما: إن هذا يدل بحرمة له عندك، فقال: صدق و سأجزيه بما ينفعه من ذلك، إن كان الحقّ له عليك آخذك به و إن كان الحقّ لك عليه أقضى عليه، ثم أقضى عنه من مالي، و ولّى إسماعيل بن أحمد قاضيا عفيفا فكلفه يوما أن يقبل رجلا لم يكن عنده عدلا فامتنع عليه فقال له: ما أثقلك من بين القضاة!فقال: اعزلني إن كنت ثقيلا، فقال: قد عزلتك، فتناول القاضي قلنسوته من على رأسه فجعلها في كمّه و خرج، فندم إسماعيل على ذلك فرده و سأله أن يتولى فأبى عليه و لما استعفى شريح الحجاج من قضاء العراق قال: و اللّه لا أعفيتك أو تدلّني على من إذا غضب على الخصوم رجح به حلمه عن الهجوم، و من إذا دعاه كثرة المال لم ينهضه إليه سوء الحال فقال: أدلّك على شريف عفيف يمنعه شرفه من التسلّط عليه و تحجبه عفته عن التملّق‌ [2] قال: من هو؟قال:

ابن أبي موسى الأشعري فاحضره و ولاه، قال الزهري: ثلاث إذا كن في القاضي فليس


[1] أبو حنيفة: إمام المذهب الحنفيّ، نعمان بن ثابت (ت 150 هـ/767 م) و هو أحد الأئمة الأربعة المجتهدين عند السنة، و هو أوّل من فصّل الفقه إلى أبواب و أقسام، و صاحب الاجتهاد في الفقه و الفرائض بالقياس و الرأي.

[2] التملّق: التودّد و التذلّل.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست