responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 213

و قال معاوية الناس أعطونا سلطانا و أعطيناهم أمانا، و أظهروا لنا طاعة تحت حقد، و أظهرنا لهم حلما تحت غضب.

قال الشاعر:

لقد أحلك من يعصيك ظاهره # و قد أطاعك من يعصيك مستترا

حثّ الوالي على اكتساب مودّة الرعيّة

كتب أرسطوطاليس إلى الإسكندر: أملك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها.

فإنّ طلبك ذلك باحسانك أدوم بقاء منه باعتسافك‌ [1] ، و اعلم أنك إنما تملك الأبدان فتخطّها إلى القلوب بالإحسان، و اعلم أن الرعية إذا قدرت أن تقول، قدرت أن تفعل.

فأحسن قولها تأمن فعلها. و قال علي بن عبد اللّه بن عباس: تطلب محبة الرعية فطاعة المحبة أفضل من طاعة الهيبة.

السّياسة بالعمارة

كان يقال أسوس من‌ [2] زياد. قيل إنه ركب يوما بالسوس فرأى عمارة حسنة فخاف أهلها أن يزيد في خراجها، فالتفت إليهم و قال بارك اللّه عليكم فقد وضعت عنكم مائة ألف لما رأيت من عمارة بلدكم.

قال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه للّه درّ زياد، سعى أهل العراق سعي الأم البرّة، و جمع منهم المال جمع الذرة فاغناهم و حباهم بحسن التدبير.

و قيل: من طمع في وفور الارتفاع بغير العدل فهو يهزأ بنفسه.

ذمّ جامع للمال تارك للعمارة

حول عامل لأنوشروان من الأهواز [3] فضل ثمانين درهم على الغبرة القائمة، فسأله أنوشروان عن ذلك فقال: وجدت في أيدي قوم فضولا فاخذتها منهم. فقال: ردّ هذا المال لمن أخذته منهم، فإن مثلنا في ذلك إن أخذناه كمثل من طيّن سطحه بتراب أساس بيته، فيوشك أن يكون ضعف الأساس و ثقل السطح مسرعين في خراب بيته.

و لما عزل عثمان رضي اللّه عنه عمرو بن العاص عن مصر، و ولّى عبد اللّه بن أبي سرح، دخل عليه عمرو، فقال له عثمان: أشعرت أن اللقاح بعدك درّت ألبانها؟فقال: نعم و لكنّكم أعجفتم‌ [4] أولادها.


[1] الاعتساف: الاستبداد و الجور.

[2] أسوس من: أكثر براعة في السياسة، و السياسة من الإدارة و تدبير شئون الحكم و الملك.

[3] الأهواز: أحد أقاليم الدولة زمن العبّاسيين، و يعرف اليوم باسم خوزستان في الدولة الإيرانيّة.

[4] أعجفتم: أي أهزلتم و أضعفتم.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست