responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 210

قال أمير المؤمنين عليّ كرم اللّه وجهه لبعض ولاته، لم وليت أقاربك؟، قال: لأني أعلم أخبارهم و لانهم يبقون علي، و على حالهم لدي.

حثّ السّلطان على كفاية من يولّيه‌

قال بعض الأكاسرة: إذا استكفيت رجلا فأسن‌ [1] رزقه و قوي عضده‌ [2] و أطلق بالتدبير يده. ففي إسنان رزقه حسم طمعه، و في تقوية يده ثقل وطأته على أهل العدوان، و في إطلاق التدبير له أخافته عواقب أموره.

و قال المنصور يوما لجنده: صدق القائل أجع كلبك يتبعك. فقال بعضهم: كلا فربما يلوح له غيرك برغيف فيتبعه و يدعك، فقد قيل منع خيرك يدعو إلى صحبة غيرك. فقال:

صدقت.

و قال أبرويز لا توسعنّ على جندك فيستغنوا عنك و لا تضيقنّ عليهم فيضجوا منك، أعطهم عطاء قصد و أمنعهم منعا جميلا، و وسّع على قومك في الرجاء و لا توسّع عليهم في العطاء.

السياسة بالخشونة و العسف‌

قال الحجّاج دلّوني على رجل أستعمله على الشرطة، و أريده رجلا دائم العبوس طويل الجلوس، سمين الأمانة أعجف الخيانة، يهون عليه سبال في الشفاعة. فقيل له: عليك بعبد الرحمن التميمي. فاستحضره و ولاه. فقال: لا أقبلها إلا أن تكفيني عيالك و حاشيتك. فدعاهم و قال: من طلب إليه منكم حاجة برئت الذمة منه. فتولّى، فكان لا يحبس إلا في دين، و إذا أتى بشاهر سلاح قطع يده، و إذا أتى بنقّاب‌ [3] نقب بطنه، و إذا أتى بنبّاش دفنه حيا، و إذا أتى بمتهم ضربه ثلاثمائة سوط، فربما أقام أربعين يوما لا يؤتى بمتهم.

و صعد الحجّاج المنبر يوما فقال: إنّي أريد الحجّ و قد استخلفت عليكم ابني و أوصيته بخلاف ما أوصى النبي صلى اللّه عليه و سلم في الأنصار، حيث أوصى أن يقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم ألا و إني أوصيته أن لا يتجاوز عن مسيئكم، و لا يقبل من محسنكم ألا و إنكم لتقولون بعدي: لا أحسن اللّه له الصحبة. و إني معجل لكم الإجابة لا أحسن اللّه عليكم الخلافة.

و قيل: خير الملوك من أشبه النسور و معناه سلطان يأكل الرعية خير من سلطان تأكله الرعية.

و سأل عبد الرحمن بن عوف عمر رضي اللّه عنهما أن يلين للناس، فقال: الناس لا


[1] أسنّ رزقه: أعطاه حقّه من الرزق.

[2] قوّى عضده: آزره و دعّمه.

[3] النّقاب: من نقب الحائط خرقه، و المراد بالنّقاب هنا اللصّ و السارق الذي ينقب البيوت ليستحوذ على ما فيها.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست