نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 209
الاستعانة بالموثوق به و إن لم يكن كافيا
قيل: لا تستنصحن غاشّا و إن كان كافيا، فمن استعان بأمين ربح عدم التهمة. و أراد المأمون أن يشخص عبد اللّه بن طاهر إلى ناحية، و قال له: استخلف. فاطرق فقال له المأمون: مالك تتفكر؟فقال: إن استخلفت من يستقل بخدمتك خفته، و إن استخلفت من اثق به لم آمن تقصيره. فقال: استعمل من تثق به و أنا أقوّمه.
الصّبر على خيانة الولاة
قيل: لا مال لمن لم يصبر على خيانة الوكلاء و تضييع الولاة. و كان مروان بن الحكم [1] له غلام و كلّه بأمواله، فقال: له يوما: أظنّك تخونني؟فقال: قد يخطئ الظنّ اتخذتني في مدرعة [2] صوف و لم أملك قيراطا، و أنا اليوم أتصرف في ألوف، و أتبختر في خزوز إني أخونك و أنت تخون معاوية، و معاوية يخون اللّه و رسوله.
المنع من تفويض الأمر إلى القرّاء
قال عدي بن أرطاة لعالم: دلّني على قوم من القراء أولّهم، فقال: إنهم ضربان ضرب طلبوا الأمر للّه، و أولئك لا حاجة لهم في لقائك و ضرب طلبوا بذلك الدنيا فما ظنك بهم إذا وليتهم. فعليك بأهل البيوتات المستحيين لا حسابهم.
و لما ولى مروان بن محمد أرسل إلى رجل ليوليه فرأى له سجادة مثل ركبة البعير، فقال: يا هذا إن كان ما بك من عبادة اللّه فما يحلّ لنا أن نشغلك، و إن كان من رياء فما يجوز لنا أن نستعملك.
تفويض الأمر إلى من يتفرّس فيه الخير
قال أبو بكر في عمر رضي اللّه عنهما لما عهد له: إني استعملت عليكم عمر فإن بر و عدل فذاك علمي به، و رأيي فيه. و إن جار و بدل فلا علم لي بالغيب، و الخير أردت، و لكل امرئ ما اكتسب و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
و استشار عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه في قوم يولّيهم، فقيل: عليك بأهل القدر الذين أن عدلوا فذلك ما رجوت فيهم، و إن قصّروا قال الناس قد اجتهد عمر.
نهي الوالي عن تفويض الأمر إلى ذريّته، و عذر من فعل ذلك
قال بعضهم: إياك و الاستعانة بالأقارب، فتبلى كما بلي عثمان رضي اللّه عنه. و اقض حقوقهم بالمال لا بالولاية.
[1] مروان بن الحكم: من كبار القادة الأمويين. قاتل الإمام عليا يوم الجمل و هزم القيسية في مرج راهط و قتل زعيمهم الضحّاك. مات مروان بالطاعون عام 65 هـ (684 م) .
[2] المدرعة: ثوب من كتان، و هو أيضا لباس أحبار اليهود.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 209