نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 194
و كانوا يباشرون العمل و لا يعرفونا الملل لأنهم فعلة، و اليونانيون يعرفون العلل، و لا يباشرون العمل لأنهم حكماء.
علوم الهند
لهم معرفة الحساب و النجوم، و الخط الهندي و أسرار الطب، و علاج فاحش الأدواء [1] ، و الرقى و علم الأوهام، و خرط التماثيل و نحت الصور، و طبع السيوف و الشطرنج و الحنكلة. و هي وتر واحد يجعل على قرعة فيقوم مقام العود و لهم ضروب الرقص و الثقافة و السحر و التدخين.
التّرك
هم كالعرب، في أنهم أصحاب قيافة و معرفة بالحروب و آلاتها، و هم أعراب العجم، كما أن العرب أكراد النبط. فصاروا في الحرب كاليونانيين في الحكمة، و الصين في الصناعة، و هم في البيطرة [2] و الرياضة فوق كل أمة. و أحدهم يركب ظهر فرس فوق ركوبه الأرض يغزو أحدهم بأرماكه [3] و مهورة، فمتى أتعب واحدة ركب أخرى فلا يستريح و لا ينزل إلى الأرض.
رموز العرب
كانوا إذا استمطروا عمدوا إلى سلع و عشر، فعقدوهما في أذناب البقر، و أضرموا فيها النار و صعدوا بها جبلا يستسقون اللّه بذلك و لذلك قال أبو الطائي:
أ جاعل أنت بيقورا مسلعة # ذريعة لك بين اللّه و المطر
و إذا امتنع البقر عن شرب الماء، ضربوا الثور. يزعمون أن الجنّ تركبه فتمتنع البقر عن الماء، قال الشاعر:
لكالثّور و الجنيّ يركب ظهره # فما ذنبه إن عافت الماء مشربا
و إذا سافر أحدهم عمد إلى غصن شجرة، فعقد عليه عقدا تسمى رتما. فيقول: إن انحلّ إلى أن أرجع، خانتني امرأتي، و إن لم ينحلّ فدلالة على أنها لم تخن.
قال الشاعر:
هل ينفعنّك اليوم إن همت بهم # كثرة ما توصي، و تعقاد الرتم
و زعموا أن المرأة المقلاة، إذا وطئت قتيلا شريفا بقي أولادها. و لذلك قال الشاعر: