نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 195
و زعموا أن من علّق على نفسه كعب أرنب لم يصبه جنّ و لا عين، لأن الأرنب ليس من مطايا الجن لأنها تحيض، فيهرب منه الجن.
قال ابن الأعرابي: قلت لأعرابي: من علّق على نفسه كعب أرنب لم يصبه جنان الحي و لا عمار الديار. فقال: أي و اللّه و لا شيطان الحماطة [1] و غول القفر، و تطفأ عنه نيران السعالي [2] .
و كانوا إذا خافوا على إنسان الجنون علّقوا عليه خرق الحائض و عظام الموتى.
و قالوا: إذا خيف على الصبيّ النظرة يعلّق عليه سنّ ثعلب أو سن هرة يسلم.
و قيل: أرادت جنيّة صبيا فلم تقدر عليه، فلما رجعت، قيل لها في ذلك، فقالت:
كانت عليه نفرة، ثعالب و هررة، و الحيض حيض السمرة. و حيض السمرة شيء يسيل من السمرة، و هي شجرة يزعمون أن الجن يرهبون منه.
و قالوا: إذا دخل الرجل قرية فخاف و باءها نهق نهيق الحمار لم يصبه الوباء.
و قالوا: السليم [3] إذا علق عليه حلي النساء، أفاق و لذلك قال النابغة:
يسهّد من ليل التّمام سليمها # لحلي النّساء في يديه قعاقع
و قالوا: من خرج به بثر فأخذ إنسان منخلا، أ اخذ من كل دار من دور الجيران كسرة و تميرة، فنثرها لكلب، ذهب البثر عنه إلى كلب.
و قالوا: إذا طرف أحدهم عين صاحبه أخذ الطارف عين المطروف، فيقول: بإحدى جاءت من المدينة، باثنتين جاءتا من المدينة، بثلاث جئن من المدينة إلى سبع، فتسكن عينه.
و قالوا للغلام إذا سقط سنّه فحذفها نحو عين الشمس، و قال أبدليني خيرا منها عادت.
و لذلك قال طرفة:
بدلته الشمس من منبتها # بردا أبيض مصقول الأثر
قالوا: من ركب فرسا مهقوعا [4] و هو ما به دائرة يقال لها الهقعة فعرق تحته اغتلمت
[3] السليم: الذي لدغته الأفعى أو الجريح المشرف على الهلاك، قيل سمّي سليما من قبيل التفاؤل يشير إلى عادة القوم في منع السليم الملدوغ من النوم كي لا يسري السمّ في جسمه و هم لذلك يلبسونه الحليّ فيمنعه وسواسها و قعقعتها من الرقاد.