قام رجل يصلّي خلف إمام، فلما افتتح الصلاة أرتج عليه في الاستعاذة من الشيطان، فأخذ يكرّر الاستعاذة فقال له رجل: إنك لا تحسن القرآن فما ذنب الشيطان يا بارد.
و قرأ إمام سورة إِذَا اَلشَّمْسُ كُوِّرَتْ[3] فلما بلغ قوله:
فأين تذهبون؟أرتج عليه فأخذ يكرر، و خلفه أعرابي، فأخذ حمشه [4] و صفعه، فقال: أما أنا فأريد كلواذاء هؤلاء الكشاخنة لا أعرف مقصدهم.
و صلّى رجل بقوم فأخذ يردد: قل أ رأيتم إن أهلكني اللّه و من معي فقال أعرابي:
أهلكك اللّه وحدك.
و قرأ الرشيد ليلة: مالي لا أعبد الذي فطرني، فارتج عليه، و أخذ يردده و ابن أبي مريم بقربه في الفراش، فقال: لا أدري و اللّه لم لا تعبده؟فضحك الرشيد و قطع صلاته.
[1] قوله: بحبل من مسد إشارة إلى قوله تعالى: فِي جِيدِهََا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد: 5]، و المسد الليف أو الحبل المحكم.