نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 178
و قرأ آخر:
و يوسف إذ دلاّه أولاد علّة # فاصبح في قعر الركيّة ثاويا [1]
و صلّى آخر بقوم فقرأ:
أفلح من هينم في صلاته # و أخرج الواجب من زكاته [2]
و أطعم المسكين من مخلاته
فضحك القوم فالتفت إليهم و قال: أشهد أني أخذته من في [3] مسيلمة.
و شهد أعرابي عند أمير فقال المشهود عليه كيف تقبل شهادته و هو لا يحسن شيئا من القرآن فالتفت إليه، و قال اقرأ، فقال:
بنونا بنو أبنائنا و بناتنا # بنوهن أبناء الرجال الاباعد
فقال الأمير أنها آية محكمة، فقال المشهود عليه: ما أراه تعلّم هذه الآية إلا الساعة.
من ذكر مثلا فاعتقد أنّه من القرآن
خطب أبو الفرزدق فقال: قال اللّه تعالى: لن يعجز القوم إذا تعاونوا. و خطب عتاب بن ورقاء فقال: إن اللّه تعالى يقول: إنما يتفاضل الناس بأعمالهم. فقيل: ليس هذا قرآنا فقال: ما أظنها إلا آية.
و قال بعض الناس: ما أحسن ما قال اللّه تعالى: اقتلوا السفلة حيث وجدتموهم.
فقيل: ليس هذا بقرآن، فقال: ألحقوها به فإنها آية حسنة.
و غضب أبو عبّاد الكاتب على بعض كتّابه فرماه بدواة فبلغ المأمون، فقال له: لم فعلت ذلك؟فقال: أنا ممّن قال اللّه تعالى فيه: و إذا ما غضبوا هم يستغفرون فقال: ويلك لا تحسن آية فقال: نعم إني أقرأ من سورة ألف آية.
ذمّ من قبح قراءته
قرأ رجل بحضرة الصاحب رحمه اللّه: و «العاديات» [4] بأقبح قراءة فتناوم الصاحب تبرما به، فضرط القارئ ضرطة، ففتح الصاحب عينيه و قال: نوّمتني بالعاديات و نبّهتني بـ «المرسلات» .
و قال المصيصي:
نحن في أنكر عيش # من قراءة ابن حبيش
[1] دلاّه: أرسله بالحبل أو أوقعه-الركيّة: البئر-يشير إلى يوسف عليه السّلام، الذي كاد له و إخوته حين اصطحبوه في سفرهم ثم ألقوه في غياهب الجبّ... الخ.